يؤكد خالد الربيش، مدير تحرير صحيفة الرياض، أن تاريخ منطقة الشرق الأوسط يُظهر أن العلاقات السعودية المصرية قوية وراسخة وتزداد رسوخاً مع مرور السنوات، نابعة من إحساس القيادتين والشعبين بالمصير المشترك الواحد. وهذا الأمر يجعل هذه العلاقات نموذجاً فريداً في عمق الروابط بين الدول على جميع المستويات. وتدعم هذه الصورة الإرادة السياسية المشتركة بين قيادتي البلدين، التي تهدف إلى تعزيز العلاقات واستدامتها، والوصول بها إلى أقصى نقاط التقدم والازدهار، بما ينعكس إيجاباً على المواطنين في السعودية ومصر والمنطقة العربية عموماً.

يؤكد أيضاً أن التعاون بين القاهرة والرياض استراتيجي، ويشمل مجالات السياسة والاقتصاد والاستثمار. ولا ينفصل هذا التعاون عن سياق عقود ممتدة حملت شعار التنسيق الدائم والتفاهم المشترك الذي التزمت به الدولتان. وتظل المنطقة العربية بحاجة إلى هذا التعاون ولا تستغني عنه، خاصةً في الظروف الراهنة التي فرضت على مصر والسعودية مزيداً من العمل المشترك لمواجهة التحديات، وهذا يجعل البلدين صمام أمان للدول العربية والإسلامية.

أبعاد التعاون الثنائي

يتّسم هذا التعاون بثقل البلدين السياسي والاقتصادي والديني والعسكري والثقافي، وهو ما يجعل منهما ركيزة الاستقرار في العالم العربي وحائط صد في وجه محاولات زعزعة الأمن. وتظهر آفاقه الواسعة في توسيع الشراكات الاقتصادية والاستثمارية وتنسيق المواقف تجاه قضايا إقليمية ودولية ملحة. كما يعزز الثقة المتبادلة ويؤكد وجود رؤية مشتركة لمواجهة التحديات المشتركة وتطوير مصالح البلدين في كل الميادين.

على صعيد الدعم المتبادل، لعبت السعودية دوراً حاسماً خلال ثورة 30 يونيو حيث صدت مشروع الإخوان ودعمت إرادة الشعب المصري وخيار قيادته بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي. كما أكدت المملكة دعم الأمن المائي المصري باعتباره جزءاً من الأمن المائي العربي، وحثت إثيوبيا على التخلي عن السياسات الأحادية في ملء وتشغيل سد النهضة والتزمت بالتعاون بحسن نية مع مصر والسودان، وفق القانون الدولي وبمقتضى إعلان المبادئ الموقع في 2015 وبناء آفاق تعاون وثيق.

شاركها.
اترك تعليقاً