أعلن البروفيسور سهيل فرح أن فوز الدكتور خالد العناني يمثل خطوة مهمة تعكس روح الثقافة المصرية العريقة. وأشار إلى أن فوزه يعبر عن اختيار باسم كل من يحب الثقافة المصرية التي أسهمت للعالم بعصارة التفكير الحضاري. وذكر أن الوقت قد حان لكي تكون مصر وأصحاب الرؤية المضيئة لهم مكانة طبيعية ومحترمة على المسرح الدولي. وأوضح أن مصر لديها ما يمكن أن تقدمه للمنظمة الدولية بفضل تاريخها الحضاري وموروثها الثقافي والمتاحف والسياحة الحضارية التي يمكن أن تفيد اليونسكو، وأن هذه التجربة قد تكون نموذجاً يُحتذى به في العالم.
وتابع فرح بأن وجود شخصية مصرية ثقافية بارزة على رأس اليونسكو سيكون له دور في كشف الكنوز التاريخية التي لم تُكتشف بعد، مثل أسرار وادي الملوك. وأضاف أن هذه الفرصة ستتيح للعالم الاطلاع على هذه المكونات الحضارية. كما أشار إلى أهمية تقليل الهوة بين اتجاه العولمة الثقافية التي تسعى لفرض نمط واحد والانغلاق الثقافي كردة فعل على العولمة. وشدد على أن العصر الرقمي يتطلب من اليونسكو حماية وتشجيع ثقافة الكتاب والصورة والفنون وتقديم الدعم لها في منظومة التربية للأجيال الحاضرة والمقبلة، إلى جانب الثقافة البصرية والسينما والمسرح.
دور عالمي وتاريخي محتمل
وحصل الدكتور خالد العناني على منصب المدير العام لليونسكو للفترة من 2025-2029 خلفاً لأودري أزولاي، في التصويت الذي جرى بين أعضاء المجلس التنفيذي حيث حصل 55 صوتاً من أصل 58 صوتاً. بههذه النتيجة يصبح المدير العام الثاني عشر للمنظمة وأول مدير عام من العالم العربي يشغل هذا المنصب. وهو عالم آثار وأكاديمي مصري بارز، شغل سابقاً منصب وزير السياحة والآثار، ويحمل دكتوراه في علم المصريات من جامعة بول فاليري مونبلييه عام 2001 وتدرج في المناصب الأكاديمية حتى أصبح أستاذ علم المصريات في جامعة حلوان. وله إسهامات علمية متعددة في مجالات المتاحف والتراث والتاريخ القديم.
وعرف العناني خلال توليه وزارة الآثار ثم وزارة السياحة والآثار بقدرته على الجمع بين البعد العلمي والرؤية الإدارية الحديثة، حيث قاد عدداً من المشروعات القومية الكبرى، أبرزها المتحف القومي للحضارة المصرية الذي احتضن موكب المومياوات الملكية، إلى جانب أعمال الترميم الكبرى في الأقصر وسقارة والجيزة، وإعادة تنشيط الحركة السياحية المصرية بعد جائحة كورونا.