تعلن شركات السيارات الأوروبية عن إغلاق مصانعها وتسريح عمالها في سياق تراجع الطلب وتزايد المنافسة. وتبقى في مدينة تورينو الإيطالية آخر المصانع متمثلاً بميرافوري كدلالة على تاريخ الصناعة. وتؤثر هذه الإجراءات في مسار الصناعة الأوروبية وتفاقم الضغوط على خطوط الإنتاج المحلية. وتبرز النتائج انخفاضاً في الإنتاج وتزايداً في معدلات الإغلاق ضمن القطاع.

إغلاق المصانع وتخفيض الوظائف

أعلنت شركة فولكس فاجن عن إغلاق ثلاثة مصانع على الأقل من أصل عشرة مصانع في ألمانيا وخفض الأجور بنسبة 10%، مما أثار موجة من الإضرابات. كما أعلنت ستيلانتس أن مصنع فوكسهول في لوتون سيغلق في أبريل 2025، وتلغي الخطة السابقة لإنتاج شاحنات فيفارو الكهربائية هناك. وفي إطار التحديات الأوروبية، أعلنت فورد أنها ستخفض 3 آلاف و800 وظيفة في أوروبا بحلول 2027، بينما أعلنت نيسان خسارة 9 آلاف وظيفة وخفض الإنتاج العالمي بنسبة 20%. ويشير مسؤولون إلى أن الصين تتصدر سوق السيارات الكهربائية وتؤثر في سرعة خروج التصنيع الأوروبي من سلاسل الإنتاج.

توجهات السوق والتحديات الأوروبية

تشير تقارير إلى أن الصين تمتلك أكبر سوق محلي للسيارات الكهربائية، مع زيادة نحو 25% في مبيعات السيارات الكهربائية العالمية في النصف الأول من 2024 مقارنة بالنصف الأول من 2023، وجاء ما يقرب من 80% من هذا النمو من الصين. ويظهر أن ألمانيا شهدت انخفاضاً في تسجيل السيارات الجديدة في أغسطس بواقع 28%، بينما سجلت أوروبا ككل انخفاضاً قدره 18%. وتتوقع أرقام الصناعة أن يصل إجمالي المركبات الكهربائية المسجلة في أوروبا هذا العام إلى نحو 2.8 مليون مركبة، أي أقل بنحو الربع عما كان عليه في 2019. وتتصدر BYD السوق الألماني بحصة تقارب 30%، فيما يعزز صعود الصين من ضغوط التصنيع الأوروبي في مواجهة أهداف الاتحاد الأوروبي لإيقاف مبيعات سيارات الديزل والبنزين بحلول 2035.

شاركها.
اترك تعليقاً