أجرى الدكتور أحمد عمر هاشم حواراً مطولاً يعرض فيه مسيرته العلمية والشخصية. وتحدث في اللقاء عن لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال احتفال المولد النبوي ووصفه بأنه يعبر عن محبة العلماء وتواضع قائد الأمة. وأشار إلى أن وجود الرئيس بجانب العلماء في هذا السياق يعكس التقدير الذي يحظى به الدين والعلم في مسار الدولة. وأضاف أن هذا الموقف يمثل قدوة في تعظيم قيمة العلماء وتثبيت روابط الدين بالوطن.

علاقة القيادة بالعلماء

وصف سر العلاقة المميزة بين الرئيس والعلماء بأنه نابع من تواضعه وحرصه على الدين والوطن والتعايش السلمي. وقال إن مصر بلد الأزهر وتاريخها عميق في الحضارة، وأن وجود قائد يحفظ العلم ويدعم العلماء يضيف رسالة مهمة. ولذلك يرى أن دور الرئيس لا يقتصر على الداخل بل يمتد إلى المحافل الدولية ويعكس رسالة الدولة تجاه الإسلام والعلم.

المشروعات العلمية والدراسات

أكد فضيلته أنه كتب أكثر من 126 كتاباً بين تأليف وتحقيق، منها شرح صحيح البخاري كأحد أعظم الكتب بعد القرآن، ويقول العلماء إنه لا يجوز الاعتراض عليه في محتواه. وأوضح أن الهدف كان تقديم شرح ميسر يعالج المشكلات العصرية ويحقق الفائدة للمثقفين والمتخصصين على حد سواء. كما أشار إلى أن هذه الجهود تتكامل مع رصيده الأكاديمي وتأتي في إطار نشر العلم وتبسيط إدراك الحديث. وأوضح أن العمل يهدف إلى تيسير فهم الأحاديث بما يخدم المجتمع.

ذكر أن المشروع الأول يتكوّن من 16 مجلداً يحتوي كل منها نحو 600 صفحة، وهذا العمل يوضح أحكاماً فقهيّة وآداب وأخلاق مستمدة من الأحاديث. وأضاف أن الدراسة الثانية تتمثل في الموسوعة الميسرة في رحاب السنة المطهَّرة وتضم ألف حديث تغطي جميع أبواب الفقه، مع تخصيص فصل للأحاديث القدسية وسيتم طباعته قريباً. وأكّد أن هذا الجهد يهدف إلى وصول العلم إلى الجمهور بمستوى يفيد المتعلم العادي والمتخصص على حد سواء. كما لفت إلى أن العملين يعكسان سعيه لتبسيط الفقه والعلوم الشرعية.

ردود على النقد الأكاديمي

حول النقد الموجه لصحيح البخاري، قال إن كتابه محكم وصحيح 100% ولا يجوز الطعن فيه من ناحية الأسانيد والمتون إذا كان النقد موجهًا لشخص البخاري كإنسان فذلك خارج نطاق التفسير العلمي. وأوضح أن النقد في الكليات الممكنة قد يكون مبنياً على سوء فهم، وأن ضرب الكتاب هو ضرب للإسلام في مقتل. وأشار إلى أنه لا يمانع في الحوار مع من ينتقدون، وقد عقد ندوات حوار في الثمانينيات بعد مقتل الرئيس السادات وأسهمت في إزالة شبهات وتغيير اتجاهات بعض المتطرفين.

وتطرق إلى مسألة انتقادات الإمام الشعراوي قائلاً إن النقد غالباً ما يأتي من قلة فهم أو من نية غير سليمة لدى بعض المعارضين. وأكد أن الشعراوي كان صوتاً قوياً في تفسير القرآن وفق السنة، مع مراعاة أسباب النزول وال علوم اللغة، وهو نموذج لعطاء علمي يُستمد من موهبة ربانية لمن عمل بما علم. وأوضح أن الشعراوي قدَّم قراءة معاصرة للواقع مع الحفاظ على ثقل النصوص الشرعية وروحها.

مواقف حول النكسة وموقف الدين

تناول مسألة نكسة 1967 قائلاً إنه لا يرى أن الشعراوي سجد شكراً لله في تلك اللحظة كما يروَّج، وإنما كان الدرس من الله أن يعود الناس إلى الدين والتقوى ويعززوا الروح المعنوية بجانب العمل العسكري. وبيَّن أن ثقافة المعركة في تلك الفترة دعت إلى تدين علني وتوحيد الشعب والجيش حول الله، مما ساهم في صمود البلد. كما أشار إلى ضرورة بث روح الإيمان في زمن القيادة المؤمنة لتعزيز الثبات الوطني ورفع المعنويات. وتابع بأن الهدف هو ربط الدراما الوطنية بقيم الدين والحكمة في آن معاً.

الحياة الرياضية والموسيقى والحب

أشار إلى أن بداياته كانت في معهد الزقازيق حيث مارس الرياضة بشتى أنواعها بما فيها المصارعة وكرة القدم والجري، بينما كانت رياضة المشي محببة لديه. وتطرق إلى رأيه في لباس الرياضيين فقال إنه يجب أن يسعى الإنسان إلى التوازن بين اللباس وبين الاحتشام وفق الضوابط الشرعية مع مراعاة ما يمكن ستره. تحدث عن الموسيقى مستذكراً أن الدين يسر وأن التفسير يجب ألا يخرج عن حدود الحلال والحرام، وأن الكلمات المحرمة في الأغاني الواصلة إلى المجتمع إن وُجدت فهي لا يجوز الاستماع إليها. أكد أن الحب قيمة روحية يربط الإنسان بالله وبالصالحين وبأهله وأسرته، وأن السوشيال ميديا يمكن أن تكون نافعة إذا خلت من الفتن وتوافرت فيها الأمانة والصدق.

نصيحة خالدة وختم الحوار

اختتم قوله بأن وصية الرسول صلى الله عليه وسلم تقضي بأن يتقي المسلم الله حيثما كان، وأن يتبع السيئة الحسنة لتمحوها، وأن يعامل الناس بخلق حسن. أكد أن هذه القيم هي منطلقاته في الحياة العلمية والعملية، وأن التواضع والتثبت من العلم والتقوى هي ما يعزز الثقة بين العلماء والناس. ودعا إلى الالتزام بتلك القيم كأساس لبناء مستقبل أفضل للوطن وللأمة على حد سواء.

شاركها.
اترك تعليقاً