تحولات وتحديات القطاع العربي

أعلن الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، أن قطاع الحديد والصلب العربي يمر بتحولات عميقة وتحديات اقتصادية وجيوسياسية تستلزم تعزيز التعاون والتكامل الإقليمي. أشار إلى تفتت الأسواق العالمية وتراجع حرية التجارة لصالح سياسات وطنية أكثر تشددًا تقيد نفاذ الدول النامية إلى الأسواق العالمية. كما لفت إلى أن الثورة الرقمية والتحول الأخضر يفرضان تحديات جديدة على أساليب الإنتاج والقدرة التنافسية. جاءت هذه التصريحات خلال مشاركته في الجلسة الرئيسية لقمة العربية الثامنة عشرة للحديد والصلب التي عقدت في مسقط بحضور نخبة من صناع القرار والخبراء والقيادات الصناعية من مختلف الدول العربية.

وشرح أن آلية تعديل حدود الكربون الأوروبية (CBAM) تفرض قيود جديدة على حركة التجارة وتضغط الدول النامية على اعتماد سياسات من شأنها حماية صناعاتها. وأشار إلى أن تقرير صندوق النقد الدولي يحصي أعباء تقدر بـ27% لصادرات الحديد والصلب في مصر، و25% في تونس، و59% في ليبيا، و95% في الجزائر نتيجة الآلية، مع أن ذلك قد يحفز الاستثمار في تقنيات أنظف وتوسيع خريطة الشركاء التجاريين. ودعا الدول المستثمرة للاتحاد الأوروبي إلى وضع استراتيجية وطنية لتسعير الكربون وتحسين أنظمة الرصد والإبلاغ والتحقق من الانبعاثات، وتنسيقًا إقليميًا بين الدول العربية أو الأفريقية لتبني موقف موحد من الآلية. كما حث على تعزيز التكامل من خلال إنشاء إطار لسوق عربي للصلب، وتوحيد المعايير واللوائح الفنية، وإنشاء نظام إنذار مبكر للنزاعات التجارية والإغراق، إضافة إلى دعم مشروعات منخفضة الانبعاثات وتطوير مشاريع مشتركة في الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة.

ودعا محيي الدين الاتحاد العربي للحديد والصلب إلى تعزيز التكامل والتعاون الإقليمي عبر إعداد إطار سوق عربي للصلب وتوحيد المعايير الفنية وتطوير منظومات الإنذار المبكر للنزاعات وحالات الإغراق، مع العمل على زيادة الإنتاج منخفض الانبعاثات وتطوير مشاريع مشتركة في الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة. كما أكد ضرورة الاستثمار المشترك في البحث والتطوير لتقنيات الصلب الأخضر والرقمنة وكفاءة الطاقة، وإنشاء مراكز إقليمية للتميّز لتدريب الكفاءات ونقل أفضل الممارسات، وتوطيد الشراكات بين شركات الحديد العربية لتحقيق وفورات إنتاج وتعزيز التنافسية عالميًا. وشدد على تأمين المواد الخام والطاقة من خلال تنسيق استراتيجيات الوصول المستدام وإطلاق مبادرات إقليمية، والاتفاق على موقف عربي موحد في المفاوضات التجارية العالمية الخاصة بالصلب مع تعزيز الشراكات مع اتحادات الصلب الإقليمية والدولية. كما أشار إلى أهمية تسريع مسار الاستدامة والمواءمة المناخية عبر وضع خارطة طريق للصلب الأخضر تستثمر إمكانات الطاقة المتجددة في المنطقة وتفعيل منصات تمويل مع البنوك التنموية والصناديق السيادية لدعم التحول إلى إنتاج مستدام.

شاركها.
اترك تعليقاً