ترحب الحكومة الإسبانية بالاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعتبره خطوةً يجب أن تكون بدايةً لحلٍ دائمٍ وعادلٍ في المنطقة. وكتب رئيس الحكومة بيدرو سانشيز على منصة X أن هذه الخطوة تحمل أملًا في سلامٍ عادلٍ ودائمٍ، وأنه حان وقت الحوار وتقديم الدعم للمدنيين، والنظر إلى المستقبل بأمل، وبالعدل والذاكرة كي لا تتكرر الفظائع التي شهدناها أبدًا. وانضمت إسبانيا إلى بقية الدول الأوروبية والمفوضية الأوروبية في الترحيب بإعلان الرئيس الأمريكي عن احتمالٍ لوقفٍ لإطلاق النار، معتبرةً أن هذه النقطة تمثل انطلاقًا لسلامٍ دائم. وقال وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس في مقابلة مع إذاعة RNE الوطنية إن بدء الأمل يفتح أبوابًا جديدة، وإن هذا الاتفاق قد لا يكون نهائيًا لكنه خطوة مهمة، فالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، ومن بينهم قاصرون، يمثل إنجازًا في حد ذاته.
وعبرت نائبة رئيس الحكومة وزعيمة حزب سومار، يولاندا دياز، عن تأييدها للاتفاق ووصفتها بأنه الخطوة الأولى لإنهاء أكبر فظاعة في القرن الحادي والعشرين. وطالبت بأن تشرف الأمم المتحدة على العملية السياسية وتُعقد مؤتمر دولي في مدريد. وقالت خلال لقاء الإعلامي إن الشعب الفلسطيني هو صاحب القرار في مصيره، وأن السلام الحقيقي لا يتحقق إلا بمؤتمرٍ دوليٍ برعاية الأمم المتحدة، كما أشارت إلى أن أوروبا بحاجة إلى سياسة خارجية مستقلة.
المواقف الدولية ومساعي السلام
ومن المقرر أن يناقش مجلس الوزراء الإسرائيلي الاتفاق هذا المساء، رغم أن الأوامر صدرت للجيش بالتحضير للانسحاب من غزة تمهيدًا لإطلاق سراح الرهائن. وأكد ألباريس أن إسرائيل لديها الآن فرصة لوقف الإبادة المخزية بحق الفلسطينيين. ويتجه ألباريس إلى باريس للمشاركة في مؤتمر حول غزة دُعي إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمشاركة وزراء خارجية الدول الأوروبية والعربية والإسلامية الرئيسية. ووصف ألباريس المؤتمر بأنه يمثل فرصة لتوسيع آفاق الأمل والسير نحو سلامٍ دائمٍ وشامل يشمل الإفراج عن الرهائن وتقديم المساعدات ووقف إطلاق النار، مع التأكيد على مبادئ حل الدولتين.
وأوضح ألباريس أن إسبانيا كانت طرفًا محوريًا في هذا المسار، مشيرًا إلى مبادراتها مثل الدعوة إلى مؤتمرٍ دولي لحل الدولتين، واعترافها بدولة فلسطين، ودعمها لوكالة الأونروا والسلطة الوطنية الفلسطينية. وأضاف أن هذه الجهود تكللت في مؤتمر الأمم المتحدة حول حل الدولتين في سبتمبر، حيث أعلنت عشرات الدول اعترافها بدولة فلسطين. وأكد أن هذه المساعي تعزز العمل الدولي المشترك وتفتح أفقًا لسلام دائم وشامل في المنطقة.