كشف باحثون من الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية وكلية طب اتحاد بكين عن بيانات شملت أكثر من 105 آلاف شخص من 21 دولة. تابع الباحثون حالتهم الصحية لمدة 11 عامًا لتقييم تأثير الجلوس على صحة القلب والدماغ. نشرت مجلة JAMA Cardiology النتائج وأكدت وجود صلة بين الجلوس الطويل وزيادة مخاطر الأزمات القلبية والسكتات الدماغية.

أظهرت النتائج أن الجلوس نحو 8 ساعات يوميًا ارتبط بزيادة تقارب 20% في مخاطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. كما ارتفعت احتمالات فشل القلب بنسبة نحو 49% مقارنة بمن يجلسون نصف هذه المدة فقط. وتشير النتائج إلى أن طول فترة الجلوس يمثل عامل خطر مستقل إلى جانب العوامل الأخرى.

أوضح الباحثون أن ممارسة النشاط البدني المنتظم يمكن أن يقلل بشكل واضح من هذه المخاطر. وأشاروا إلى أن من يمارسون الرياضة أكثر من 12 ساعة أسبوعيًا تقل لديهم احتمالات الوفاة إلى نحو 17%، مقارنة بـ 50% لدى من لا تزيد أنشطتهم عن ساعتين ونصف أسبوعيًا. وتؤكد النتائج أهمية دمج الحركة في الحياة اليومية كوسيلة للوقاية من مشاكل القلب والدماغ.

أنشطة يومية خفيفة وتخفيف المخاطر

نشرت دراسة من جامعة ولاية سان دييغو الأمريكية في دورية جاما أن الأنشطة اليومية الخفيفة مثل كنس الأرضية وغسل السيارة والتنزه تساهم بشكل ملحوظ في خفض مخاطر السكتة الدماغية. وأوضح الدكتور ستيفن هوكر، عميد كلية الصحة والخدمات الإنسانية في الجامعة، أن الجلوس المفرط وقلة النشاط يمثلان عاملين مستقلين يزيدان من مخاطر السكتة الدماغية. وأظهرت الدراسة أن الجلوس لأكثر من 13 ساعة يوميًا يزيد الخطر إلى نحو 44%.

وفي ختام هذه الدراسات أكد الباحثون أن تقليل وقت الجلوس وزيادة الحركة اليومية يمكن أن يعود بفوائد صحية تماثل الإقلاع عن التدخين. كما يشيرون إلى أن حتى الأنشطة البسيطة مثل المشي القصير والقيام بالأعمال المنزلية اليومية تساهم في ذلك بشكل ملموس. وتؤكد النتائج أن إدراج الحركة في الحياة اليومية يعد خياراً فعالاً للوقاية من أمراض القلب والدماغ.

شاركها.
اترك تعليقاً