أعلن المنظمون أن الكمان المرتبط باسم آينشتاين يحظى بتقدير يتراوح بين 200 ألف و300 ألف جنيه إسترليني، لكن تاريخها الشخصي والفكري النادر ارتقى بسعرها إلى أكثر من ثلاثة أضعاف التوقعات. يعكس هذا التقدير مدى أهمية القطعة تاريخيًا واقتصاديًا في سياق العلم والفنون. تبرز القصة قيمته كقطعة تجمع بين المعرفة والموسيقى وتؤكد أن تاريخها يضيف عمقاً إلى الحدث. يمثل المزاد إحدى أبرز الأمسيات التي تجمع العلم والفن في عرض واحد.

اشترى آينشتاين الكمان في ألمانيا عام 1895، قبل مغادرته إلى سويسرا لمتابعة دراسته في المدرسة التقنية الفيدرالية في زيورخ. شكلت هذه القطعة أول آلة موسيقية يشتريها بجهد شخصي، وتؤكد ارتباطه العميق بالموسيقى منذ طفولته. ظل يعزف على الكمان ويشارك أصدقاءه مقطوعات من موزارت وباخ وبيتهوفن خلال سنوات شبابه. تظل هذه الهوية الفنية جزءاً من سيرة العالم وأثرها تتردد دوماً في قصصه وحياته اليومية.

نقل الملكية وتاريخها

عندما وصل النازيون إلى السلطة في ثلاثينيات القرن الماضي وقرر آينشتاين الهجرة إلى الولايات المتحدة، سلّم أمتعته بما فيها الكمان إلى الفيزيائي ماكس فون لاويه حفاظاً عليها، مع أنها تضمنت دراجة وكتاب فلسفي أهداه والده لأبنائه في صغره. وتؤكد هذه اللحظات أهمية الكمان كجزء من تراثه الشخصي وتاريخه العلمي في فترات مضطربة من القرن العشرين. ظل المعروض في العائلة لعقود قبل أن يتاح عرضه في المزاد كإحدى أقوى روابط العلم بالموسيقى.

بعد نحو عشرين عامًا، قدّم فون لاويه المقتنيات هدية إلى عشيقة آينشتاين، وهي مرجريت هومّرش من مدينة براونشفايغ، وقضت القطع أكثر من سبعين عامًا بين أفراد عائلتها قبل أن تقرر ابنة حفيدتها عرضها للبيع في المزاد.

التقدير والذكرى

أُشير إلى أن القيمة التقديرية للكمان تتراوح بين 200 ألف و300 ألف جنيه إسترليني (وما يعادل نحو 270 ألفًا إلى 405 آلاف دولار)، وهو نطاق يعكس تاريخ القطعة وأثرها المعرفي. وكان آينشتاين قد بدأ تعلم العزف على الكمان في طفولته بإصرار من والدته بولينه، وظل يحافظ على هذه الهواية طوال حياته، مع عزف غالباً مقطوعات من موزارت وباخ وبيتهوفن أثناء لقاء أصدقائه أو أثناء التفكير والتأمل. كما كان يطلق على جميع آلاته الموسيقية اسم “لينا”، بما فيها الكمان الذي بيع في إنجلترا، وهو اسم يعكس ارتباطه العاطفي بعزفه وفنه.

شاركها.
اترك تعليقاً