يؤكد الدكتور عادل مرزوق استشاري الصحة النفسية أن السر في المرونة النفسية يكمن في مفهوم بسيط وعميق في آن واحد. تعبر المرونة النفسية عن قدرة الفرد على التكيف مع التحديات والتجارب الصعبة من خلال الممارسة المستمرة. ولا تولد مع الإنسان، بل تُبنى وتتقوى بممارسة يومية. كل تجربة صعبة تعتبر فرصة لتطوير هذه العضلة، فالسعادة الحقيقية هي عقل يواجه المشكلات بوعي.
لا يعيش الشخص المرن منفصلًا عن الصدمات، بل يملك أدوات داخلية تساعده على النهوض بعد كل سقوط. لا ينكر مشاعره، بل يفهمها ويمنحها مساحة مؤقتة دون أن تسمح لها بالسيطرة على قراراته ومستقبله. ويوضح أن أصحاب المرونة لديهم قدرة أكبر على تحويل المحنة إلى منحة، لأنهم يبحثون عن المعنى لا عن السبب. وتشير الدراسات النفسية الحديثة إلى أن المرونة لا ترتبط بالسن أو الخبرة، بل بمهارات يمكن لأي إنسان اكتسابها وتطويرها مع مرور الوقت.
مهارات أساسية للمرونة
تتضمن تغيير زاوية الرؤية موقفًا عمليًا، فالهدف ليس البحث عن سبب الحدث فحسب بل استخلاص الدرس الذي يمكن تعلمه منه. وتغذي المشاعر الإيجابية عبر ممارسة الامتنان اليومي، مما يزيد من صلابة النفس ويقلل من أثر الضغوط. كما يسهم بناء علاقات داعمة في توفير حماية نفسية قوية، فوجود أشخاص يسمعونك بصدق يخفف من وطأة الأزمات. وأخيرًا يعزز الوعي الذاتي معرفة نقاط القوة والضعف، مما يجعل إدارة المواقف الصعبة أكثر اتزانًا وسيطرة.
يؤكد الدكتور مرزوق أن الاهتمام بالصحة النفسية لم يعد رفاهية بل ضرورة لحماية الإنسان من الهشاشة الداخلية. ويبين أن العقل المتوازن يستطيع عبور الألم دون أن يفقد نفسه ويخرج من العاصفة أكثر وعيًا وسلامًا. ويحث على تطبيق هذه المفاهيم في الحياة اليومية لضمان استقرار نفسي مستدام.