واجهتُ لحظة حاسمة في حياتي عندما شعرت بآلام حادّة في ظهري أثناء ممارستي كرة السلة في الولايات المتحدة. أجرى الأطباء فحوصات كشفت وجود جلطتين رئويتين كبيرتين. قالوا لي بالحرف: إن الوقت قد انتهى، وودّع عائلتك، لأنك لن تكون موجودًا خلال ساعة واحدة. تبددت الحياة أمام عيني، لكن الله كتب لي عمرًا جديدًا، وأدركت أن كل يوم من حياتي يجب أن يُعتبر هدية. النتيجة التي بلغت نسبة النجاة 5% شكّلت بداية جديدة وحافزًا لبذل أقصى ما لدي.

منذ تلك اللحظة قررت أن أعيش كل يوم كهدية وأجعل كل لحظة ذات قيمة. اعتبرت النجاة بداية جديدة تحفّزني على التطوير الذاتي علميًا ومهنيًا. عملت محاضرًا في جامعة أمريكية عريقة وأدرّست مادتين لمئات الطلاب أثناء إكمال دراساتي العليا، وفي الوقت نفسه شاركت في دوري الجامعات الأمريكية ولعبت مع زملائي، كما أدرت شركتي الخاصة.

رحلة التحول والنجاة

انتقلت بعدها إلى كاليفورنيا وتعرفت إلى رجل أعمال قدمني إلى مؤسس شركة ديلوس الرائدة في المباني الصحية والتقنيات المُحسّنة لبيئة العمل والمعيشة. توليت لاحقًا منصب نائب رئيس مجلس الإدارة وأول عربي يتولى هذا المنصب، وساهمت في جلب مشاريع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تزيد مساحتها عن مليار قدم مربع وتدعم مفهوم المباني الصحية في الإمارات والمنطقة. كما شغلت منصب نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المعهد الدولي للمباني الصحية، حيث تعاونت مع حكومات وجامعات وشركات كبرى لإطلاق مشاريع تحقق التوازن بين الاستدامة وصحة الإنسان.

هذه التجربة دفعتني إلى تأسيس شركة “بي ثري جلوبال” وأقود مجلس إدارتها حاليًا. تركز الشركة على الروبوتات والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والاستشارات التقنية في مجالات الصحة العامة والبيئة وجودة الحياة والسلامة المهنية. نهدف إلى مساعدة المؤسسات والحكومات والمطورين على التحول إلى أنظمة حديثة تخدم صحة الإنسان وتدمج الاستدامة والابتكار والتكنولوجيا. كما طوّرت شركة ألمانية جهازًا رياضيًا ذكيًا يحمل اسم “ميمو تيخا”، وهو أصغر جهاز رياضي في العالم يعتمد على تحليل الحركة لتحسين الأداء البدني.

المسار المهني والتأثير الدولي

قدمتني السنوات في هذا المجال إلى فرصة زيارة البيت الأبيض في واشنطن بدعوة من المجلس الرئاسي الأمريكي. كرّمتني ممثلة البيت الأبيض، السيدة شيلي فول، تقديرًا لجهودي في تمكين الشباب ونشر رسائل الأمل من خلال المحاضرات الجامعية. كانت هذه اللحظة نقطة فاصلة عندما وقفت أمام قاعة البيت الأبيض وأدركت أن الإصرار يصنع الفرق وأن التقدير يأتي نتيجة العمل المستمر.

حصلت على جوائز وتكريمات دولية وإعلامية من مؤسسات متعددة تقديرًا لإسهاماتي في الصحة والتكنولوجيا والاستدامة. كما مُنحت الإقامة الذهبية في دولة الإمارات العربية المتحدة تقديرًا لدوري في دعم الابتكار والتميّز. أعتبرها من أبرز الاعترافات التي تعزز إيماني بأن الهدف الأكبر من العمل يتجاوز الذات.

رسالة للمصريين والعرب

رسالتي بسيطة: لا تنتظر الظروف، بل اصنعها بجهدك اليومي وطوّر مهاراتك. إذا امتلكت رؤية حقيقية، ستصل إلى هدفك مهما واجهت من صعوبات. المستقبل العربي سيكون أقوى عندما يدمج الإنسان علمه وإنسانيته بالتكنولوجيا والابتكار.

شاركها.
اترك تعليقاً