تؤكد أخصائية التغذية كلير بيتيت أن هناك أسباباً تدفع النساء في مرحلة منتصف العمر إلى التفكير في المكملات الغذائية للحفاظ على صحتهن. فالانخفاض في كفاءة الجسم في امتصاص بعض العناصر الغذائية يجعل وجود مكملات خياراً منطقياً في بعض الحالات. وتوضح أن عناصر مثل فيتامين ب12 والكالسيوم قد تُمتص بشكل أقل فاعلية مع التقدم في العمر بسبب تغيّر الحموظة المعوية وعوامل أخرى. كما أن التغيرات الهرمونية تؤثر في العظام والتمثيل الغذائي وخطر أمراض القلب، ما يجعل من المهم الانتباه إلى المغذيات التي تدعم هذه الجوانب لدى بعض النساء.
قبل التفكير في أي مكمل غذائي، تشدد بيتيت على ضرورة مراجعة العادات الغذائية بعناية. قد يعاني كثير من منتصف العمر من أنماط غذائية سريعة تؤدي إلى نقص في بعض المغذيات الأساسية. كما تستدعي الحفاظ على توازن النظام الغذائي وتجنب الحميات الرائجة التي قد تخل بهذا التوازن. وتوضح أن الحصول على كمية كافية من البروتين، نحو 1.6 جرام لكل كيلوجرام من الوزن المثالي يوميًا، مع ممارسة التمارين المقاومة مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا، يساعد في الحفاظ على العظام والكتلة العضلية.
وتؤكد أيضاً أهمية الألياف في دعم صحة الأمعاء، حيث تساند المناعة والمزاج من خلال توازن ميكروبات الأمعاء وإنتاج عناصر غذائية مفيدة. كما تشدد على أن زيادة الألياف يجب أن تكون جزءاً من نظام غذائي متوازن قبل التفكير في المكملات. وتضيف أن فيتامين د هو الأكثر شيوعاً كاحتياج للنساء، خصوصاً في فصلي الخريف والشتاء، إلى جانب المغنيسيوم الذي يساعد على استرخاء العضلات وتحسين النوم وتخفيف التوتر.
متى تبدأ بتناول المكملات
عادةً ما يخبرنا الجسم عندما لا يحصل على ما يحتاجه من المغذيات الدقيقة من خلال الشعور بالتعب، وضعف العضلات، وتساقط الشعر، وكلها إشارات محتملة لنقص. وتؤكد العادات الصحية ونمط الحياة والدواء والخيارات الغذائية أنها قد تعطي دلائل حول الحاجة إلى مكمل. فمثلاً قد يحتاج النساء النباتيات إلى مكمل فيتامين ب12، كما أن أدوية تقليل حموضة المعدة أو مرض السكري من النوع الثاني قد تؤثر على امتصاص بعض الفيتامينات وتستلزم مراجعة مختص. وتشير إلى ضرورة تناول منتجات الألبان أو بدائلها المدعمة بالفيتامينات، حيث قد تعاني بعض النساء من نقص الحديد خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث، ما يستدعي النظر في مكملات الحديد عند الحاجة.
ويعد فيتامين د المكمل الغذائي الأكثر شيوعاً الذي تحتاجه المرأة، فهو ضروري لصحة العظام والمناعة والعضلات وحتى تنظيم الهرمونات، لذا يُفضل تناوله خلال فصلي الخريف والشتاء. كما يوصى بمراقبة مستوى المغنيسيوم، لأنه يساعد على استرخاء العضلات وتحسين النوم وتخفيف التوتر. وفيما يتعلق بالحديد، قد تكون الحاجة إليه خاصة خلال فترات النزف قبل انقطاع الطمث، ويجب استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة وتوقيت البدء.