توضح الدراسات أن الاضطراب الانفعالي يظهر عندما تعجز آليات الدماغ عن تنظيم ردود الفعل العاطفية أمام المواقف المختلفة. وتؤدي هذه الحالة إلى أن تكون المشاعر أقوى وأسرع في الظهور وتدوماً لفترة أطول من المعتاد. وتُفسَّر هذه الظاهرة عادة بأنها ليست عيباً في الشخصية، بل جزءاً من طريقة معالجة الدماغ للمؤثرات العاطفية. وتؤكد المصادر أن تفسير هذه الظواهر مستند إلى ما نشره مركز Centre of Excellence.

أسباب شدة المشاعر

يُنظر إلى عدم التنظيم العاطفي كصعوبة في إدارة ردود الفعل تجاه مختلف المواقف. إن المشاعر تكون أكبر وأسرع وأطول استمرارًا حين يتعامل الدماغ مع المؤثرات العاطفية بشكل مختلف. وتُفسّر هذه الحالة بأنها نتيجة لطريقة معالجة الدماغ للمثيرات وليست علامة ضعف. كما أن الحواس الزائدة والتغيرات المفاجئة في الروتين قد تُثير الاستجابات العاطفية بشكل أقوى.

مظاهر الاضطراب في العصبية المبالغ فيها

غالباً ما يُرتبط العصبية المبالغة بمزاج حاد، لكن جانباً خفياً من هذه الحالة هو شدة الانفعالات. قد يشعر الفرد بموجة غضب أو حزن مفاجئة، وقد يبكي بسهولة في المواقف المحبطة. يعود ذلك إلى أن الوظائف التنفيذية في الدماغ المسؤولة عن ضبط الانفعالات تتأثر، مما يجعل التوقف والتفكير قبل الرد أمراً صعباً. كما يعاني بعض الأشخاص من صعوبة في إيقاف المشاعر بمجرد بدايتها.

عدم التنظيم العاطفي في الحياة اليومية

قد تتفاقم شدة المشاعر نتيجة التحمل الزائد للحواس أو التغيرات المفاجئة في الروتين اليومي. قد تثير الضوضاء العالية والإضاءة الشديدة والأماكن المزدحمة ردود فعل عاطفية قوية، كما قد يجد الشخص صعوبة في التعبير عن مشاعره بالكلمات. هذه الاستجابات ليست دليلاً على ضعف السيطرة، بل هي استجابات وقائية أمام بيئة تبدو مربكة أو مثيرة للضغط. وتكون أعراضها أقرب إلى التعبير عن الحاجة لتجنب الإجهاد أكثر من كونها عيباً شخصياً.

الإمكانية للتحسن والتدابير الداعمة

مع أن الاضطراب قد لا يختفي تماماً، إلا أن التحكم في التفاعلات العاطفية يمكن أن يتحسن مع مرور الوقت وباستخدام استراتيجيات مناسبة. يُفيد العلاج النفسي بتوفير بيئة هادئة وتعلم تقنيات الاسترخاء وتحديد المحفزات وتجنبها قدر الإمكان. كما يلعب الدعم من المقربين دوراً هاماً من خلال الاستماع دون الحكم وتشجيع فترات الراحة قبل تراكم الإرهاق. وبذلك تتحسن شعور الشخص بالأمان والقدرة على السيطرة على مشاعره بشكل أكثر اتزاناً.

شاركها.
اترك تعليقاً