يتجه كثيرون إلى أنظمة غذائية تقلل النشويات أو تلغيها، مثل الكيتو واللو كارب، بغرض خسارة الوزن وتحسين مستويات السكر في الدم. وتوضح تقارير صحفية موثوقة أن التوقف عن النشويات قد يؤدي إلى انخفاض سريع في الوزن خلال الأيام الأولى بسبب فقدان الماء المرتبط بالجليكوجين. يبدأ الجسم باستخدام مخزون الجليكوجين في العضلات والكبد للحصول على الطاقة، وهو ما يصاحبه عادة فقدان الماء المصاحب له. وهذا الانخفاض الأولي غالبًا ما يعكس فقدان ماء وليس دهون، وهو ما يوضحه الخبراء.
الآثار الفسيولوجية لتوقف النشويات
يسبب تقليل النشويات بشدة انخفاضًا واضحًا في مستوى الطاقة وتعبًا مستمرًا. يصف البعض أعراضًا مثل الدوار والصداع وضعف التركيز أو المزاج. يشير الخبراء إلى أن المخ يحتاج نحو 120 جرامًا من الجلوكوز يوميًا ليعمل بكفاءة، لذا قد يتأثر الأداء الذهني عند تقليل الكربوهيدرات بشكل شديد. وقد يعاني البعض من صعوبات في الاستمرار والقدرة على التركيز في الأنشطة اليومية.
التحول إلى الكيتوزيس
بعد أيام من التوقف عن النشويات، يبدأ الجسم في حرق الدهون لإنتاج الطاقة فيما يعرف بالكيتوزيس. ويرافق ذلك فقدان الشهية أحيانًا وتحسن في مستويات السكر، لكنها تحتاج متابعة دقيقة لتجنب ارتفاع الكيتونات وإجهاد الكلى. يظل هذا التحول مصدرًا لبعض الإيجابيات ولكنه يقتضي إشرافًا طبيًا خاصة عند وجود مشاكل صحية سابقة. كما يتطلب الانتباه إلى الكميات والاختبارات المتابعة لتقييم الوضع.
رائحة الفم والإمساك المحتمل
عند اعتماد الدهون كمصدر رئيسي للطاقة، تنتج الكيتونات التي تتسبب في رائحة فم تشبه الأسيتون. كما أن نقص الألياف الناتج عن تقليل النشويات الصحية قد يؤدي إلى إمساك ومشاكل في الجهاز الهضمي. وتؤكد المصادر أن هذه الآثار ليست دائمة لكنها قد تزعج بعض الأشخاص عند تطبيق النظام لفترة طويلة.
فوائد ومخاطر قصيرة الأمد وتوجيهات عملية
على المدى القصير، قد يُلاحظ انخفاض السكر في الدم وتقليل الدهون الثلاثية عند الامتناع عن النشويات. لكن الخبراء يحذرون من أن الحرمان التام من النشويات لفترة طويلة قد يؤدي إلى اختلال في الهرمونات والتمثيل الغذائي. لذا لا ينصح الأطباء بالإغفال عن النشويات تمامًا، بل باختيار أنواع جيدة منها مثل الشوفان الكامل والبطاطا الحلوة والأرز البني والخبز الأسمر. هذه الأنواع تمنح الجسم الطاقة بشكل بطيء وتحتوي على ألياف تحافظ على الشبع وصحة الجهاز الهضمي.
التوازن الغذائي والنهج المستدام
ينبغي أن يحافظ الجسم على توازن بين البروتينات والدهون والكربوهيدرات ليعمل بكفاءة، وأي خلل في هذا التوازن قد يأتي بنتائج عكسية على المدى الطويل. لذلك يوصي الأطباء بالنهج المتوازن وعدم الاستغناء الكامل عن النشويات، مع التركيز على اختيار أنواع ذات جودة عالية وتوزيعها بشكل يعزز الشبع والطاقة خلال اليوم.