تقدم هذه المادة معلومات أساسية عن فيتامين ك وأدواره الحيوية في الجسم. يساهم في إنتاج عوامل التخثر التي توقف النزيف وتحافظ على صحة العظام. وهو من الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، مما يستلزم وجود الدهون في الجهاز الهضمي لامتصاصه بشكل فعال.
ما هو فيتامين ك؟
يعد فيتامين ك عنصرًا حيويًا في منظومة عمل الكبد، حيث يساعد على تصنيع عوامل التخثر التي تمنع النزيف عند الإصابة بالجروح أو العمليات. وهو من الفيتامينات الذائبة في الدهون، لذا يحتاج وجود الدهون لامتصاصه بشكل فعال. يوجد نوعان أساسيان من هذا الفيتامين: فيتامين ك1 (فيلوكوينون) الموجود في الخضراوات الورقية، وفيتامين ك2 (ميناكوينون) الذي ينتجه جهازنا الهضمي بواسطة البكتيريا النافعة. كما توجد أشكال صناعية تستخدم في المستحضرات الطبية لكنها قد تكون ضارة عند الإفراط أو الاستخدام غير المراقب.
كيف تحدث زيادة فيتامين ك؟
عادةً لا تتسبب التغذية وحدها في زيادة فيتامين ك، إذ يتخلص الجسم من الكميات الزائدة بصورة طبيعية. تظهر الزيادة عند استعمال مكملات عالية الجرعة أو حقن طويلة الأمد كجزء من العلاج للنزيف أو لتسريع التجلط. وتؤدي الزيادة إلى تحفيز إنتاج الكبد لكمية كبيرة من بروتينات التجلط، ما قد يزيد خطر تكون جلطات داخل الأوعية. كما قد يجهد تراكم الفيتامين الكبد والكلى في بعض الحالات.
الأعراض المبكرة لارتفاع فيتامين ك
يشير الأطباء إلى مجموعة من العلامات التي قد تدل على ارتفاع مستوى فيتامين ك، ومنها شحوب الجلد والتعب الناتج عن اضطراب الدم. قد يشعر المريض بألم في الجانب الأيمن من البطن وتغيرات في الشهية. كما قد يحدث تعرق زائد وضيق في التنفس نتيجة تأثير الفيتامين على الجهاز العصبي العضلي. في حال ظهرت أي علامة، يجب إجراء فحص دم لتقييم مستوى الفيتامين والكبد.
الرضع وجرعة فيتامين ك
يُعطى الأطفال حديثو الولادة جرعة من فيتامين ك فور الولادة للوقاية من النزيف الدماغي، لأن المشيمة لا تنقل كفاية منه إلى الجنين ولا يحتوي الحليب على كميات دائميّة كافية. وتكون الجرعة مدروسة وتحت إشراف طبي. وتؤدي الزيادة المفرطة في هذا السن إلى مخاطر على الخلايا الكبدية أو اليرقان الحاد في حالات نادرة، لذلك يجب عدم إعطاء جرعات إضافية دون توجيه طبي.
العلاقة بين فيتامين ك والأدوية
بعض أدوية مضادات التخثر، وعلى رأسها الوارفارين، تعتمد على تقليل تأثير فيتامين ك للحفاظ على سيولة الدم. لذا فإن زيادة الفيتامين عبر الغذاء أو المكملات قد تقلل من فاعلية هذه الأدوية وتغير استجابة الدم. ينصح المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية بالحفاظ على نمط غذائي ثابت وتجنب الإفراط في أطعمة غنية بفيتامين ك مثل السبانخ والكرنب والبقدونس، مع متابعة نتائج فحص التخثر باستمرار.
التغذية المتوازنة هي المفتاح
للحفاظ على توازن فيتامين ك وتجنب النقص أو الارتفاع، يعتمد الأمر على النظام الغذائي المتوازن، فالحصة اليومية الموصى بها عادة تتراوح بين 90 و120 ميكروغرام للبالغين. وتشمل المصادر الخضر الورقية مثل السبانخ والبقدونس والكرنب، إضافة إلى الزيوت النباتية كزيت الزيتون وزيت الصويا والبيض وبعض الفواكه المجففة. كما ينبغي أن يكون تناول المكملات الغذائية فقط تحت إشراف الطبيب وبالجرعات المحددة.
ماذا يحدث عند نقص فيتامين ك؟
يؤدي نقص فيتامين ك إلى ضعف قدرة الدم على التجلط، ما يسبب نزيفًا متكررًا في اللثة أو الأنف وتحت الجلد، وقد يتطور الأمر إلى نزف داخلي في الحالات الشديدة. ويعتبر النقص أقل شيوعًا عند البالغين الأصحاء، ولكنه شائع عند من يعانون مشكلات هضمية أو عند استخدام مضادات حيوية طويلة الأمد تقتل البكتيريا النافعة التي تكوّن فيتامين ك في الأمعاء. لذلك يحتاج المصابون إلى متابعة طبيب متخصص وتقييم مستويات الفيتامين ووظائف الكبد بشكل دوري.
الوقاية والمتابعة الطبية
للوقاية من ارتفاع فيتامين ك في سياق العلاج، يجب الاعتماد على وعي غذائي ومتابعة طبية منتظمة خاصة للمرضى الذين يتناولون أدوية مضادات التخثر أو مكملات غذائية متعددة. ويُنصح بتقييم مستمر لمستوى التجلط وفق خطة طبية مع مراعاة تغيّرات النظام الغذائي وتجنب الزيادات غير المبررة في استهلاك فيتامين ك. كما يسهم الالتزام بالمواعيد والفحوص في تقليل مخاطر أي اختلال في التوازن الدوائي أو المواد المغذية في الدم.
نصائح عامة للحفاظ على توازن الفيتامينات
ينبغي تناول غذاء متنوع يحتوي على الخضار والفواكه الطازجة مع تجنب الإفراط في المكملات دون توصية طبية. كما يجب مراقبة مؤشرات وظائف الكبد من خلال الفحوص الدورية والاستشارة الطبية عند ظهور أعراض غير طبيعية كاصفرار العينين أو تغير لون البول. وتؤكد الإرشادات بأن التوازن الغذائي هو الأساس للوقاية من أي اختلال في فيتامين ك وغيره من الفيتامينات.