أعلنت الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل للأسرى في قطاع غزة. أكدت الأطراف قبول بنود الاتفاق وتحديد آليات تطبيقه مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. تقرر أن يبدأ الجيش الإسرائيلي انسحاباً أولياً وتدريجياً من القطاع خلال 24 ساعة، مع إعادة انتشار للقوات في مساحات تصل إلى نحو 53% من مساحة غزة. كما جرى التوافق على دخول 600 شاحنة مساعدات إنسانية وغذائية وطبية عبر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والقطاع الخاص.
تنص بنود الاتفاق على إطلاق سراح نحو 2000 أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية، بينهم حوالي 1700 أُسروا خلال الحرب و250 أسيراً من ذوي الأحكام المؤبدة. استبعدت الصفقة في هذه المرحلة القياديين مروان البرغوثي وأحمد سعدات من الإفراج، مع استمرار الحوار حول أسماء الأسرى الفلسطينيين وطرق تنفيذ الصفقة. أكدت المصادر أن الحوار مستمر بين حماس وإسرائيل لتحديد القائمة النهائية وفقاً للمطالب المتبادلة. وتؤكد النصوص أن الإجلاء والتبادل سيتم وفق جداول محددة وتدريجية مع وجود أطر لضمان العمل الإنساني المتواصل.
أعلنت البنود أن إسرائيل ستسمح بإدخال 600 شاحنة من المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية، وتشمل المواد الأساسية والخيام وغاز الطهي والوقود. ستتم حركة الشاحنات من جنوب غزة إلى شمالها عبر شارعي صلاح الدين والرشيد وفق آليات تنسيق مع الجهات المعنية، وبإشراف المنظمات الدولية المعنية لضمان وصول الإعاشة للمناطق الأكثر حاجة. أكدت المصادر أن سريان وقف إطلاق النار سيكون فوريّاً، بينما يتبع ذلك الانسحاب التدريجي والخطوات المرتبطة بتبادل الأسرى خلال 72 ساعة. وتؤكد التصريحات أن العمل الإنساني سيظل ميداناً للمراقبة والالتزام من قبل جميع الأطراف لضمان الاستمرارية.
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التصديق على مقترح وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بعد جلسة الكابينيت والتفاعل مع المبعوثين الأمريكيين، مع الإشارة إلى أن الانسحاب الأولي سيبدأ خلال 24 ساعة وأن تبادل الأسرى سيتم خلال 72 ساعة وفق الجدول المتفق عليه. وأكدت المصادر أن سريان الاتفاق فوري وأن العمل العسكري سيتوقف كما ستُنشأ آليات للمتابعة والتنسيق مع الأطراف الدولية لضمان التنفيذ. كما أُشير إلى أن مصر ستتولى متابعة الجوانب الإنسانية والوقوف على تطبيق بنود الاتفاق وفق التفاهمات المتفق عليها بين الأطراف.
ردود الفعل وتطورات إضافية
أعلن خليل الحيّة رئيس حركة حماس في غزة التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب وبدء تطبيق وقف دائم لإطلاق النار، مؤكداً أن الحركة تسلّمت ضمانات من الوسطاء والإدارة الأمريكية. أوضح الحيّة أن الصفقة تشمل إطلاق سراح 250 أسير مؤبداً و1700 من أسرى قطاع غزة، إضافة إلى الإفراج عن الأطفال والنساء جميعاً. وشدد على أن حماس ستواصل العمل مع القوى الوطنية والإسلامية لاستكمال باقي الخطوات وتحقيق مصالح الشعب الفلسطيني وتقرير مصيره.
وأكد الحيّة أن الضمانات التي تسلمتها حماس من الوسطاء والإدارة الأمريكية تؤكد انتهاء الحرب بشكل تام، مع الإعداد لاستمرار الحوار والتنسيق لاستكمال باقي بنود الاتفاق. كما أشار إلى أن حماس ستواصل العمل مع القوى الوطنية لاستكمال المصالحة وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني وصولاً إلى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وتحدث عن رفض حركة حماس لأي مقترح أميركي يقضي بإدارة غزة عبر مجلس سلام يقوده الرئيس الأمريكي، مع تجديد الدعوة للحوار الوطني الشامل بين الفصائل.
وفي سياق المتغيرات الإقليمية، تستضيف مصر خلال الأيام المقبلة اجتماعاً وطنياً شاملاً للفصائل الفلسطينية لمناقشة المصالحة وإنهاء الانقسام ومستقبل القضية الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، وذلك بمشاركة فتح وحماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وكل فصائل العمل الوطني. وتؤكد المصادر أن هذا الاجتماع يهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية وتنسيق المواقف بما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه، مع العمل على ارتباطه الوثيق بتطبيق بنود الاتفاق الحالي وتطوير مسارات الحلول السياسية المزمع تنفيذها.