أظهرت دراسة حديثة أن الجمع بين ترامادول والمضادات الاكتئابية المثبطة لإنزيم CYP2D6 قد يزيد خطر النوبات العصبية بنحو 6% إلى 9%، وهو ما تم رصده عبر تحليل بيانات واسعة. وتضمّن هؤلاء الأدوية مضادات مثل فلوكستين، باروكستين، بوبروبيون، سيرترالين وفلوفوكسامين. شملت البيانات أكثر من 70 ألف مريض مسن على مدار عشر سنوات، وكشف التحليل أن الخطر يزداد بشكل ملحوظ بغض النظر عن ترتيب تناول الدواءين. ففي مجموعة المرضى الذين تناولوا ترامادول أولا ثم أضيف إليهم مضاد اكتئاب سجلت النوبات لدى 16% من المرضى، بينما ارتفعت النسبة إلى 20% لدى من بدأوا بمضاد اكتئاب ثم ترامادول.

أثر التفاعل على السلامة الدوائية

وحذرت الدكتورة يو-جونغ جيني وي من جامعة ولاية أوهايو من الحذر في وصف الأدوية لكبار السن الذين يعانون من أمراض متعددة، مؤكدة أن الأطباء يجب أن يأخذوا مخاطر الجمع بين ترامادول ومضادات الاكتئاب المثبطة لإنزيم CYP2D6 بعين الاعتبار. وأوضحت أن الخطر المحتمل يعود إلى أن مثبطات CYP2D6 تعيق استقلاب ترامادول، ما يؤدي إلى تراكمه في الجسم وزيادة احتمال حدوث النوبات العصبية. كما أشارت نتائج الدراسة إلى أن النوبات بلغت 16% في حالة ترامادول أولا ثم أضيف إليه مضاد اكتئاب، وبلغت النسبة 20% في الحالة العكسية، وهو ما يفرض اليقظة في اتخاذ القرار العلاجي. وتؤكد هذه النتائج ضرورة توخي الحذر عند وصف هذه التركيبات للأشخاص المسنين الذين يعانون من أمراض متعددة.

توصيات السلامة الدوائية

كما أشارت دراسة دنماركية إلى أن ترامادول قد يكون غير فعال في علاج الألم المزمن، بل يزيد من مخاطر الآثار الجانبية الخطيرة بما في ذلك أمراض القلب، وهو ما يثير التساؤل حول ما إذا كانت فوائده تفوق مخاطره. وتؤكد النتائج على ضرورة مراجعة الفوائد مقابل المخاطر عند التفكير في الجمع بين ترامادول ومثبطات CYP2D6 للمسنين. وتوجيه الأطباء إلى تقييم السلامة الدوائية بعناية، خاصة في مرضى متعددين الأمراض وباستخدام أدوية تؤثر في استقلاب ترامادول. كما يُنصح بالمتابعة المستمرة للبحوث لتحديث المعايير العلاجية وضمان اتخاذ قرارات وصف أكثر أماناً.

شاركها.
اترك تعليقاً