أعلن المركز الليبي لأبحاث أمراض المناطق الحارة والعابرة للحدود تسجيل أول إصابة لقطيعين من الأغنام في مدينة الزنتان بمرض حمى كيو. يوضح أن الإصابة سُجلت في الأيام الماضية وأن المركز يعمل على متابعة الحالة وتقييم الانتشار المحتمل. كما أشار البيان إلى أنه سيتم التواصل مع الجهات المختصة فور الانتهاء من تحليل جميع العينات لاتخاذ الإجراءات الوقائية والسيطرة على انتشار المرض.
ما هي حمى كيو؟
تعتبر حمى كيو مرضًا حيواني المنشأ يسببه بكتيريا كوكسيلا بورنيتية، ويمكن أن يسبب أعراضًا حادة أو مزمنة لدى البشر. ينتقل المرض عادة عن طريق استنشاق الغبار أو المنتجات الحيوانية الملوثة بالبكتيريا، مثل الحليب غير المبستر أو سوائل الولادة من الأبقار والأغنام والماعز. سميت الحمى بهذا الاسم نسبة إلى الحرف “Q” الذي يرمز إلى كلمة الاستعلام، إذ لم يتمكن الأطباء في الثلاثينيات من القرن الماضي من معرفة سبب المرض، فطرحوا أسئلة كثيرة.
الأعراض الحادة
تكشف الأعراض الحادة عن تشابه مع أعراض الإنفلونزا وتضم حمى وإرهاق شديد، وقشعريرة وتعرق، وصداع شديد مع آلام عضلات ومفاصل. كما قد يصاحبها غثيان وقيء وإسهال وألم في الصدر والمعدة مع صعوبة في التنفس. وتظهر حساسية للضوء وطفح جلدي في بعض الحالات.
الأعراض المزمنة
قد تظهر الأعراض المزمنة بعد شهور أو سنوات من الإصابة الأولية وتستهدف القلب والأوعية الرئتين وأجزاء أخرى من الجسم. وتتضمن أعراضها حمى منخفضة الدرجة وتعرق ليلي وفقدان وزن وتعب شديد وتورم في الساقين أو القدمين. كما يعاني نحو عشرين بالمئة من المصابين من متلازمة إرهاق حمى كيو التي تتسم بإرهاق طويل الأمد وأعراض مستمرة لعدة أشهر أو سنوات.
الفئات الأكثر عرضة
تؤثر حمى كيو غالبًا على الأشخاص الذين يعيشون أو يعملون قرب الحيوانات، مثل الأطباء البيطريين ومزارعي الماشية وعمال المسالخ ومن يساعدون في ولادة الحيوانات. وتكون النساء الحوامل، والأشخاص الذين لديهم مشاكل بالقلب أو ضعف في جهاز المناعة، أكثر عرضة للإصابة بالحمى المزمنة ومضاعفاتها الخطيرة التي قد تشمل الإجهاض أو أمراض القلب أو تمدد الأوعية الدموية. وينبغي متابعة الحالات عالية الخطورة بعناية وتطبيق إجراءات الوقاية.
التشخيص والعلاج
يتم تشخيص حمى كيو عبر الفحص السريري وأخذ عينات دم لفحص وجود البكتيريا أو الأجسام المضادة، وقد يحتاج التشخيص النهائي إلى عينات متعددة. ويُعالج المرض بالمضادات الحيوية مثل دوكسيسيكلين وهيدروكسي كلوروكين وكلاريثروميسين، مع الانتباه إلى أن الحمى المزمنة قد تحتاج علاجًا طويل الأمد قد يتجاوز 18 شهرًا. ولا بد من متابعة المختصين لضمان استجابة المريض للعلاج وتجنب المضاعفات.
الوقاية
لتقليل خطر الإصابة يمكن اتباع إجراءات وقائية مثل ارتداء قناع وقفازات عند التعامل مع سوائل الحيوانات وتجنب منتجات الألبان غير المبسترة. وتُستشار الطبيب بشأن اللقاح إذا كانت الوظيفة عالية الخطورة وتتوفر إمكانية التطعيم، وهو متاح حاليًا في أستراليا فقط. كما ينبغي الإبلاغ إلى السلطات الصحية بأي حالات جديدة وتطبيق إجراءات المراقبة.