تعلن المصادر الصحية أن داء السكري لا يظهر فجأة كما يظن الكثيرون؛ إنه مسار صامت يبدأ بإشارات بسيطة يرسلها الجسم ليستجلب الانتباه إلى خلل متزايد. قد تبدو هذه العلامات عابرة مثل العطش المستمر، أو التعب غير المبرر، أو وخز بسيط في الأطراف، أو تغير سريع في الوزن، لكنها في الواقع تحذيرات مبكرة من اقتراب مرحلة الخطر. إن اكتشاف هذه الإشارات في الوقت المناسب يتيح إمكانية التدخل قبل أن يتحول الأمر إلى مرض مزمن. تستند هذه القائمة إلى تقارير صحية منها ما نشره موقع timesofindia وتسلّط الضوء على سبع علامات يجب الانتباه إليها.

تغيّر مفاجئ في الوزن

إذا راودك فقدان وزن غير مبرر رغم ثبات النظام الغذائي، فقد تكون الإشارة أولية إلى اضطراب في التمثيل السكري. يفسر البعض ذلك بأن ارتفاع الأنسولين قد يجعل الجسم يخزن الدهون حول البطن بشكل مفرط، فيما قد يفقد آخرون كتلة العضلات كطريقة للحصول على الطاقة. هذه التغيرات مفهومة كتحذير من أن كيفية استخدام السكر في الدم باتت غير فعالة. وجود تقلبات وزن مفاجئة يجب أن يُعتبر مؤشرًا للمتابعة الطبية وتقييم مستويات السكر.

بقع داكنة على الرقبة والإبطين

يرصد وجود بقع داكنة مخملية على الرقبة أو الإبطين أو الفخذين في بعض الحالات كإشارة مبكرة. تعرف هذه الظاهرة باسم الشواك الأسود وتربط عادة بارتفاع مستوى الأنسولين في الدم. تعكس وجود مقاومة للخلايا تجاه الأنسولين، ما يعني أن الجسم لم يعد يستخدمه بكفاءة كما ينبغي. تعتبر هذه العلامة من العلامات الحدودية للدخول في مسار ارتفاع السكري في المستقبل.

العطش المستمر والتبوّل الكثير

يُعد العطش المستمر من أبرز إشارات خلل تنظيم السكر في الدم. عندما يرتفع الجلوكوز، تقوم الكلى بالتخلص من الفائض عبر البول فيزداد التبوّل وفقدان السوائل. يسهم ذلك في استمرار الإحساس بالعطش وتفاقم الجفاف، خاصة إذا صاحبه اضطراب في النوم بسبب التبول الليلي. وجود هذه الأعراض مع علامات أخرى يستدعي فحص مستويات السكر في الدم.

تورم القدمين أو الكاحلين

تورم الأطراف السفلى قد يظهر كأحد علامات بداية اضطراب السكر. تقلب مستويات الجلوكوز يؤثر على الدورة الدموية ووظائف الكلى، ما يسبب احتباس السوائل. مع مرور الوقت يزداد التورم نتيجة تأثر الأوعية الدقيقة وتباطؤ تدفق الدم. يجب متابعة أي تورم مستمر، خصوصاً عند نهاية اليوم أو بعد الجلوس الطويل.

سماكة الرقبة وزيادة الدهون حولها

زيادة محيط الرقبة والكتفين قد تكون علامة دقيقة على مقاومة الأنسولين. تربط الدراسات بين زيادة الرقبة وارتفاع خطر الاصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي والسكري. عندما يبدأ الجسم بتخزين الدهون في منطقة الرقبة، يعكس ذلك انخفاض كفاءة استخدام الأنسولين وتحول الطاقة الزائدة إلى دهون. تشخيص مبكر لهذه الظاهرة قد يساعد في التدخل قبل تفاقم الوضع.

ظهور حدبة Buffalo Hump

يظهر أحياناً وجود كتلة دهنية أعلى الظهر تعرف باسم buffalo hump. قد تكون نتيجة ارتفاع الكورتيزول بسبب التوتر المزمن أو اضطراب الأيض، وكلاهما مرتبط بمقاومة الأنسولين. رغم أنها أقل شيوعاً من العلامات الأخرى، فإنها تبرز في مراحل ما قبل السكري كإنذار بالاختلال الهرموني. يشير وجود هذه العلامة إلى ضرورة متابعة التوازن الهرموني والسكر بعناية.

وخز أو خدر في الأطراف

يُعد الوخز الخفيف أو الخدر المتكرر في اليدين والقدمين علامة محتملة للاعتلال العصبي المبكر الناتج عن تقلبات السكر. إذا لم تُعالج قد يتطور إلى تلف أعصاب، بينما يمكن في المراحل المبكرة عكسها بتعديل نمط الحياة والعلاج. تعتبر هذه الأحاسيس إنذاراً مبكراً بأن الأعصاب بدأت تتأثر بمستويات الجلوكوز المرتفعة. التدخل المبكر يفتح باب الوقاية من مضاعفات طويلة الأمد.

الوقاية من السكري

يمكن تقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني عبر تغييرات بسيطة في نمط الحياة. توصي النصائح بتناول غذاء غني بالألياف وقليل السكريات المضافة، مع المحافظة على التوازن الغذائي والمداومة عليه. كما تساعد ممارسة نشاط بدني منتظم لمدة ثلاثين دقيقة يومياً في تعزيز حساسية الخلايا للأنسولين. الحفاظ على وزن صحي وتجنب السمنة، خاصة حول منطقة البطن، يمثل خطوة أساسية للوقاية.

إدارة التوتر والنوم الكافي تقوي السيطرة على مستويات السكر وتقلل المخاطر المرتبطة بالمقاومة. كما أن الاستمرار في فحص مستويات السكر بشكل دوري يتيح رصد أي تغيّر مبكر والاستجابة الفعالة. الحفاظ على أنماط حياة صحية يخفف الضغط على البنكرياس ويقلل فرص تطور السكري إلى مسار دائم.

شاركها.
اترك تعليقاً