أعلنت دراسة حديثة نُشرت في مجلة أبحاث وعلاج الزهايمر أن الألعاب القائمة على الحركة والتدريب المكثف المستند إلى أساليب رياضية يمكن أن تحدث تغييرات إيجابية في الدماغ لدى المصابين بضعف إدراكي خفيف، ما قد ينعكس على الذاكرة والتفكير. وتوضح النتائج أن هذه التغيرات قد تسهم في تحسين الذاكرة وأداء التفكير. كما أظهرت الدراسة زيادة في حجم المادة الرمادية بمنطقة الحُصين المرتبطة بالذاكرة، وهي منطقة عادة ما تتأثر في الزهايمر. وظهرت إشارات إلى تحسن في المادة البيضاء في المناطق التي تدعم التواصل العصبي السليم.

ما هو ضعف الإدراك الخفيف؟

يُعد ضعف الإدراك الخفيف مرحلة وسيطة بين التراجع الطبيعي للذاكرة مع التقدم في العمر ومرحلة الخَرَف. غالبًا ما يشار إليه كتراجع في القدرات الذهنية يفوق المتوقع للعمر، ولكنه لا يعوق الحياة اليومية، وهو في الغالب مقدمة لمراحل أقرب إلى الخرف. تُشير التعريفات العلمية إلى أن هذه الحالة تتطلب متابعة طبية دقيقة وتقييمًا مستمرًا.

كيف تساعد التمارين الرياضية؟

ركزت الدراسة على برنامج يجمع بين ألعاب التمارين الرياضية وتقنيات تنظيم ذاتي، واستمر لمدة 12 أسبوعًا. شارك في التجربة 41 شخصًا مصابًا بضعف إدراكي خفيف، وخُضع 30 منهم لتصوير دماغي قبل وبعد البرنامج. أظهرت النتائج أن من خضعوا للتدريب أحرزوا تحسنًا في الذاكرة مقارنةً بالمجموعة الضابطة، كما زاد حجم المادة الرمادية في منطقة الحُصين. وثبت وجود إشارات إلى تحسن في المادة البيضاء بمناطق تدعم التواصل العصبي السليم.

نتائج واعدة ولكن محدودة

تشير النتائج إلى أن الحركة المنتظمة قد تبطئ التدهور الإدراكي وتدعم صحة الدماغ، لكنها تبقى محدودة بسبب صغر حجم العينة وقصر مدة الدراسة. ينبغي إجراء دراسات أوسع لمعرفة ما إذا كانت هذه التغيرات الدماغية ترتبط فعليًا بتحسن الذاكرة وما إذا كان بالإمكان استخدام هذا النوع من التمارين للوقاية من الخرف مستقبلًا. كما تؤكد الدراسة أن ممارسة الألعاب الرياضية ليست مجرد وسيلة للحفاظ على اللياقة البدنية، بل يمكن أن تكون أداة لحماية الدماغ والذاكرة.

أهمية البدء المبكر بالأنشطة

تشير النتائج إلى أن البدء بممارسة الأنشطة الذهنية والحركية مبكرًا في الحياة قد يعزز فرص الحفاظ على القدرات الإدراكية مع التقدم في العمر. وتؤكد الدراسات أن الانتظام في مثل هذه الأنشطة يساهم في صحة الدماغ على المدى الطويل. لذا توصي الدراسة بمواصلة إدراج التمارين الحركية والذهنيّة ضمن الأنشطة اليومية من أجل الحفاظ على الذاكرة والوظائف الإدراكية.

شاركها.
اترك تعليقاً