يؤكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن إعمار الأرض من أهم مقاصد خلق الإنسان، وهو مبدأ يحث عليه الدين الحنيف. ويشرح أن الفساد في الأرض بعد إصلاحها محرم ومرفوض، وهو أمر يخالف توجيهات الإسلام. ويستشهد بآية من القرآن تعلم الإنسان الإعمار بقوله تعالى: هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها. كما يذكر آية تحذر من الإفساد في الأرض بعد الإصلاح بقوله تعالى: ولا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا (الأعراف: 56).
يُبيّن المركز أن من صور الفساد التي يجب التنبيه إليها حرق قش الأرز بعد موسم الحصاد، لما يترتب عليه من تلوث الهواء وإضرار بالصحة وتلويث البيئة وتعبئة دخانٍ مُضرٍّ يضر الأطفال وكبار السن والمرضى. ويؤثر حرق القش سلبًا على الجيران والمجتمع، وهو مخالف لمبادئ النظافة والإحسان وحفظ النعمة التي دعا إليها الإسلام. كما يُؤكد الحديث النبوي لا ضرر ولا ضرار، وهو مَصدرٌ يحض على عدم إلحاق الأذى بالناس من قبل أي شخص.
التوصيات والمسؤولية
تدعو المركز المزارعين إلى التعاون مع الجهات المختصة للاستفادة من القش بطرق صديقة للبيئة وتحقق منافع اجتماعية واقتصادية للمجتمع. يمكن تحويل القش إلى علف للمواشي وإلى أسمدة عضوية وإلى طاقات حيوية، بما يعزز الأمن الغذائي ويوفر موارد اقتصادية جديدة. تشدد على اعتماد ممارسات تحافظ على الهواء والماء والتربة وتحمي صحة الناس وتقلل من الإضرار بالبيئة.
وتؤكد أن الالتزام بمسؤولية العناية بالأرض يتوافق مع أمر الله تعالى بالإحسان إلى الأرض وعدم الفساد فيها. كما تشدد على أن تبني البدائل البيئية المقترحة يساهم في التنمية المستدامة وتحقيق عمارة الأرض وفق قيم الدين، مع تشجيع مشاركة المعرفة وتبادل الخبرات مع الجهات المعنية.