كشف فريق من الباحثين من الولايات المتحدة وهولندا أن الأفراد الفضوليين الذين يشرعون في أحلام اليقظة حول تحديات العمل يستطيعون توليد أفكار خلاقة أقوى. كما أوضح أن مثل هذه الومضات الثاقبة لا تقتصر على إطلاق حلول مبتكرة فحسب، بل تساهم في تجديد الإحساس بالمعنى في المسار المهني. نفذ الفريق ثلاث دراسات شملت طلاب إدارة الأعمال وخريجين وقادة أعمال طموحين. ونشر الباحثون نتائجهما في مجلة الإدارة.
أثر الإلهام والشرود الذهني
أشار إريك داين، أستاذ السلوك التنظيمي في كلية أولين للأعمال بجامعة واشنطن، إلى أنه ظل سنوات مفتونًا بظاهرة الإلهام لكن صعوبة دراستها كانت لافتة. وأوضح أن التحديات المصاحبة لاختيار مسار بحثي غير مألوف كانت شاقة في البداية. وأفاد بأن التأمل المرتبط بتجارب التفكير في المسار المهني يعزز توليد رؤى جديدة عندما يتزايد فضول الفرد وشغفه بتوسيع معارفه. كما أكد أن أسلوب أحلام اليقظة يعمّق القدرة على التفكير المرن والمبتكر.
تصميم الدراسة ونتائجها
أظهرت نتائج الفريق أن المشاركين الذين لجأوا إلى التأمل أثناء مواجهة التحديات كانوا أكثر قدرة على اكتساب رؤى قيّمة مرتبطة بالعمل. ولدى من يميلون بطبيعتهم لمعالجة المشكلات المعقدة والأكثر فضولاً وحماساً لتوسيع معارفهم، كانوا الأكثر استفادة. لم يكن التأمل وسيلة للهروب بل كان جزءاً مقصوداً من العملية يساعد على إيجاد مسارات جديدة لمعالجة المشكلات. نفذ الفريق ثلاث دراسات شملت طلاب إدارة الأعمال وخريجين وقادة أعمال طموحين، وجرى تقييم قدراتهم على الوصول إلى الإلهامات المرتبطة بالعمل من خلال ورش عمل ومناقشات فردية.
التأمل في المسار المهني وآثاره
قال ماركوس باير، أستاذ السلوك التنظيمي في جامعة واشنطن، إن التأمل طريقة مفيدة لحل المشكلات لأنها تتجاوز الحلول المتاحة وتدعم التفكير التخيلي واستكشاف إمكانات جديدة. وافق داين قائلًا: في أحلام اليقظة تزداد احتمالية التخلي عن الافتراضات غير المفيدة أو البالية والتفكير بطرق أكثر مرونة وابتكارًا. وأوضح أن التراجع قليلًا لرؤية الصورة الكبرى مع قليل من الخيال الحر لا يقدم حلولاً جديدة فحسب، بل يعزز أيضًا شعورًا أقوى بالهدف.