تؤكد هذه الرؤية أن تمكين الفتيات لا يقتصر على دعم أحلامهن أو تشجيعهن على التعليم والعمل، بل يبدأ من تعلم وضع حدود واضحة وحماية النفس من أي شكل استغلال. وتلعب الأسرة دورًا حاسمًا في ترسيخ هذه القيم منذ الصغر. فكلما تعلمت الفتاة التعرف على المواقف غير العادلة والتعبير عن مشاعرها حين تتعرض لها، زادت ثقتها بنفسها واستعدادها لاتخاذ مواقف واضحة في المستقبل. هذه الأسس تهيئ نموها الشخصي بشكل صحي وتقلل مخاطر التنازل المتكرر الذي يضعف احترام الذات.

خطوات عملية للحماية من الاستغلال

أولاً: ساعدها على إدراك المواقف غير العادلة من المدرسة أو من الأصدقاء أو حتى داخل الأسرة. ابدأ معها حوارًا بسيطًا يعكس فهمك واهتمامك، مثل: هل شعرت أن أحدهم حملك ما لا يخصك أو تجاهل رغباتك؟ هذا الوعي المبكر يمهّد الطريق نحو حماية النفس واتخاذ موقف واضح في المواقف المشابهة مستقبلاً.

ثانياً: علمها الانتباه للتفاصيل الصغيرة التي قد تشير إلى الاستغلال. قد يبدأ الاستغلال من حالة بسيطة ومتكررة كطلب صديقة المساعدة دائمًا بدون مقابل، أو تحميلها مسؤوليات ليست من دورها، أو تجاهل راحتها من قبل أحد الأقارب. علمها أن تلاحظ هذه التفاصيل وتناقشها بهدوء، فالإدراك المبكر يمنحها الثقة اللازمة للحماية.

ثالثاً: درّبها على التعبير عن نفسها والقول لا عند اللزوم. تعتمد قوة التمكين على أن تكون قادرة على رفض الطلبات غير المناسبة بلطف واحترام، وأن تبدي موقفها بثقة دون إهانة للآخرين. يمكن أن يكون ذلك بسيطًا مثل قول: “لا أستطيع الآن” أو “هذا ليس من دوري”.

شاركها.
اترك تعليقاً