تعرض الصورة الحديثة التي التقطتها كاميرا الطاقة المظلمة DECam مشهدًا لاثنين من رؤوس التنانين يبدوان كأنهما يخرجان من سحب كثيفة من الغبار الكوني. تشكلت الأشكال المتوهجة بفعل رياح نجومية قوية مصدرها نجوم شابة ولدت داخل السديم. وتُعرف هذه الأشكال الناتجة عن تفاعل الإشعاع مع الغبار باسم NGC 6188، وهو سديم انبعاثي. ويضيف اللون الأحمر الناتج عن الهيدروجين المتأين عمقًا بصريًا في الصورة، حيث يضيء السديم بفعل إشعاع النجوم القوي.

يقع سديم NGC 6188 في كوكبة العقرب ويمكن رصده من نصف الكرة الجنوبي فقط، وهذا السديم الكوني يقع أسفل ذيل العقرب قرب حافة سحابة جزيئية ضخمة تتشكل فيها النجوم. اللون الأحمر الساطع في الصورة ناتج عن الهيدروجين المتأين الذي يضيء بفعل إشعاع نجوم قوية. يضم المشهد 27 نجمًا شديد السطوع تضيء الغاز وتُصاب حبات الغبار بتوهج مميز. عمر معظم هذه النجوم الجديدة في هذه البيئة لا يتجاوز بضعة ملايين من السنين، وهي موليدات حديثة على المستوى الكوني.

نشاط إشعاعي وتأين الغاز

تؤدي الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من هذه النجوم إلى تأثيرات مميزة على الغاز والغبار، ما يجعل السديم يتخذ بنى تشبه رأسَي تنين مع رياح نجومية قوية. وتتسبب هذه الأشعة في تأين الهيدروجين في السديم لدرجة توهجها وتصدره فوتونات ضوئية. وتبرز بنية الصورة نتيجة تفاعل الإشعاع مع المادة المحيطة، ما يعزز عمقها البصري والتباين بين المناطق المضيئة والمظللة. وتُظهر هذه التفاصيل كيف تساهم بيئة توليد النجوم في تشكيل أشكال غريبة في السماء.

تكمن تفاصيل الصورة في أن DECam مُثبتة على تلسكوب فيكتور إم. بلانكو بقطر 4 أمتار، في مرصد سيرو تولولو الأميركي الواقع في تشيلي. تتيح هذه الكاميرا تسجيل تفاصيل دقيقة في الغبار والغاز المتوهج داخل الغلاف النجمي وتوفير بيانات عالية الدقة عن توزيع الضوء. تُستخدم هذه البيانات لفهم آليات توليد النجوم وتوزيع المادة بين النجوم في بيئة ما بين النجوم.

شاركها.
اترك تعليقاً