ارتفع الذهب العالمي للأسبوع الثامن على التوالي مسجلاً مستوى تاريخياً جديداً. تساند هذا الارتفاع تضافر العوامل السياسية وتواصل إغلاق الحكومة الأمريكية، إضافة إلى تأجج الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين من جديد. سجل سعر أونصة الذهب ارتفاعاً أسبوعياً بلغ 3.4% ليصل إلى 4059 دولاراً، وافتتح التداول الأسبوع عند 3891 دولاراً وأغلق عند 4016 دولاراً. وتزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل مخاطر السوق الجارية.
دوافع الارتفاع
ساهمت التخوفات السياسية واستمرار إغلاق الحكومة الأمريكية، إضافة إلى تأجج الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين من جديد في دعم اتجاه الصعود. يظل الذهب مدعوماً أيضاً من اتجاه الطلب كملاذ آمن أمام حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي. كما يعزز الدولار الضعيف أو حالة عدم اليقين أثره في دفع الأسعار نحو مستويات أعلى.
تكثفت هذه العوامل مع تسجيل الذهب ارتفاعاً بلغ 3.4% أسبوعياً ليصل إلى 4059 دولاراً، وافتتح التداول عند 3891 دولاراً وأغلق عند 4016 دولاراً. وتؤكد هذه الحركة إمكانية استمرار الصعود في الفترات القادمة في ظل وجود مخاطر جيوسياسية واقتصادية. كما يشير التحليل الفني إلى أن الذهب ارتفع منذ بداية العام بنحو 53%.
أسعار الذهب محلياً وعالمياً
أما الأسعار المحلية للذهب فبلغت عيار 24 نحو 6166 جنيهاً، وعيار 21 نحو 5395 جنيهاً، وعيار 18 نحو 4624 جنيهاً، والجنيه الذهب بلغ 43160 جنيهاً. وتعكس الأسعار المحلية تأثير الحركة العالمية وتظل عرضة لتغيرات الدولار والأسعار الدولية. وتبقى القراءة العامة أن الطلب المحلي يظل قوياً في ظل الظروف الراهنة.
تعكس الأسعار المحلية التماشي مع التحركات العالمية، فالتقلبات في الدولار وأسعار الذهب عالمياً تترك أثرها على الأسواق المحلية. وتبقى هذه الأسعار عرضة لتغيرات العوامل الاقتصادية وتدفقات الاستثمار. بشكل عام، يظل الطلب على الذهب محلياً قوياً رغم وجود تقلبات قصيرة الأجل.
التوقعات والسياسات النقدية
يتوقع المستثمرون أن يخفض البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر وديسمبر، وذلك بعد اتخاذه أول قرار له هذا العام بخفض الفائدة في ديسمبر. وتدفع توقعات خفض الفائدة الأسواق نحو دعم إضافي لسوق الذهب كأداة حماية من الضغوط التضخمية واحتمال حدوث تراجع إضافي للدولار. وترتبط اتجاهات الذهب حالياً بتطور العلاقات التجارية والسياسية وتقييم البنك المركزي الأمريكي للمخاطر الاقتصادية.
بشكل عام تبقى هناك فرص تراجع الأسعار على المدى القصير بسبب سرعة ارتفاع الذهب في الأسابيع الأخيرة، لكنها في المجمل تشير إلى ارتفاع قوي على المدى الطويل. وتظل العوامل السياسية والاقتصادية المحرك الأساسي لمسار الأسعار في الفترة المقبلة. مع ذلك، تظل الصورة الشاملة للعامين المقبلين موضع توقعات وتحوط من تطورات السوق العالمية.