يعتمد كثيرون العمل أونلاين من المنزل كنمط يومي منذ جائحة كورونا، وهو ما يمنحهم مرونة في التوقيت وتلبية احتياجات الأسرة. ويخفف ذلك من عبء التنقل وتغيير ملابس العمل، مما يسهم في راحة أعلى وإنتاجية مستقرة. ومع ذلك، يظل البعد عن أنظار المدراء يفتح باب المخاطر المرتبطة برؤية الترقية والعلاوات. لذا يطرح خبراء مسارات عملية لمواجهة الركود أثناء العمل عن بعد.

الحضور المنتظم في المكتب

ينصح باستيان هجز، مدرب مهني، بأن يوازن العامل بين العمل من المنزل والعمل من المكتب بشكل منتظم، وعدم الاعتماد الكلي على أحدهما. ويمكن أن تكون الزيارات إلى المكتب أسبوعية أو شهرياً حسب طبيعة العمل واحتياجات الفريق. يساعد هذا التوازن في إقامة علاقات أقوى وتعميق الثقة بين الزملاء والمديرين، وهو ما يفتح أبواب الترقي والتقدير المهني. وتظل الإجابة عن سؤال أين وكيف تحضر الاجتماعات جزءاً من استراتيجية الحفاظ على الحضور الفاعل.

وتؤكد راجنيلد ستراوس أن اللقاء وجهاً لوجه يعزز الثقة والانتماء والتعاطف في بيئة العمل. وهذا النوع من الحضور يظل عاملًا مساهمًا قويًا في اتخاذ قرارات الترقية وتحديد المراكز القيادية. لذلك يرى الخبراء أن من يحضرون بانتظام في المكتب يبدون استعدادًا للتعاون والتفاعل الشخصي. كما أن وجودك مرئيًا عبر حضورك الشخصي يظل من أقوى العوامل لاستقرار الفريق.

للحفاظ على رؤية واضحة أثناء العمل من المنزل، افتح الكاميرا دائمًا أثناء الاجتماعات وتواصل بشكل مستمر لإظهار ما تنجزه من نتائج. احرص على عرض النتائج الفعلية وتقديم تقارير موجزة حول ما وصلت إليه، بدلاً من مجرد وجودك أمام الشاشة. كما يجب تنظيم محادثات قصيرة وغير رسمية مع الزملاء والرؤساء لتعميق العلاقات وفهم احتياجات الفريق الأخرى. عبر الإعراب عن التقدير لزميل قام بمهمة محددة وتوثيق ذلك، تصبح أنت أيضًا مُرئيًا وتزداد فرصك في التقدم.

إضافة إلى ذلك، احرص على توسيع دائرة تواصلك خارج فريقك المباشر للتعرف على أفكار جديدة والمشاركة في الصورة الكبرى للمؤسسة. عليك وضع حدود واضحة لتواصلك وتحديث حالة مدى التوفر عبر منصات العمل مثل Teams أو Slack، حتى لا تتحول السرية إلى إرهاق. لا يعني المرء دائمًا أن يكون متاحاً، فوجودك الحقيقي يعتمد على تركيزك وأداءك في مهامك الأساسية. يعزز الاعتماد على النتائج والمعايير المهنية الثقة فيك كعنصر مستقر في الفريق.

وإذا شعرت بالتجاهل بسبب العمل من المنزل، فابدأ بمناقشة الأمر مع مديرك وتحديد لقاء وجهاً لوجه لبحث المخاوف والتوقعات. يفضل أن تناقش البدائل الممكنة وتحديد خطة تعاون شفافة تعكس أولوياتك. اطلب توضيحات حول ما المتوقع منك تحقيقه وتحديد الأولويات ضمن أوقات محددة لإنجازها. هذا يسهِم في تقليل التوتر والحفاظ على المسار المهني المتزن.

شاركها.
اترك تعليقاً