يؤكد خبراء الصحة أن داء السكري من الأمراض المزمنة التي تتطلب رعاية شاملة تشمل النظام الغذائي والأدوية والرياضة. وفي إطار هذه الرعاية، يبرز تأثير الصحة النفسية على ضبط مستويات السكر في الدم. تؤدي حالات التوتر والقلق والاكتئاب إلى إفراز هرمونات قد تزيد من الجلوكوز وتقلل من كفاءة الأنسولين. كما أن وجود اضطرابات نفسية يضعف الالتزام بخطط العلاج ويجعل التحكم في السكر أكثر تحدياً.
العلاقة بين التوتر والسكر
يرتبط التوتر بإفراز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين التي ترسل إشارات للكبد لإطلاق مزيد من الجلوكوز. تؤثر هذه الهرمونات أيضاً على استجابة الخلايا للأنسولين في العضلات والدهون، ما يرفع سكر الدم حتى مع اتباع نظام غذائي صحي. فضلاً عن ذلك، قد يضاعف الاكتئاب والقلق من صعوبة الالتزام بروتين التمارين والنظام الدوائي. وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي استمرار ارتفاع هرمونات التوتر إلى تدهور التحكم في السكري.
عندما ترتفع مستويات هرمونات التوتر، مثل الكورتيزول، تؤدي إلى رفع السكر في الدم وتحفيز الكبد لإنتاج جلوكوز إضافي. كما تقلل من حساسية الأنسولين لدى خلايا العضلات والدهون. ونتيجة ذلك يصعب التنظيم حتى مع الدواء والنظام الغذائي. إلى جانب ذلك، قد يفقد المصاب الحافز لممارسة الرياضة أو الالتزام بالأدوية.
عادات وقائية داعمة
تؤكد الأدلة أن إدراج عادات بسيطة لها أثر ملموس في استقرار السكر والمزاج. يمكن أن يقلل المشي السريع لمدة عشر دقائق بعد كل وجبة من مستويات الجلوكوز والكورتيزول، كما يحسن النوم. ومن المهم التوقف عن تناول الطعام والجلوس أمام الشاشات عند الساعة العاشرة مساءً لتحسين النوم وزيادة حساسية الأنسولين. كما أن التنفس المنتظم لمدة خمس دقائق قبل الإفطار وقبل النوم يساهم في تقليل ارتفاع السكر بعد الوجبات.
دعم نفسي ونمط حياة متزن
يؤكد التقرير أن بناء دعم عاطفي مبكر ضروري، عبر الحديث مع الأسرة والانضمام إلى مجموعات الدعم، إضافة إلى جدولة فحوصات الصحة النفسية بانتظام. helps وجود روتين يومي يشمل اليوغا أو التأمل واليقظة في تقليل التوتر وتحسين النوم وتوازن السكر. كما أن النوم الكافي، ونظام غذائي غني بالألياف والأطعمة الكاملة، وحركة منتظمة تساهم في تعزيز الاستقرار العام للوظائف الحيوية.
أهداف إدارة مرض السكري
تُظهر النتائج أن الإدارة الفعالة لمرض السكري لا تقتصر على ضبط الأرقام، بل تشمل التوازن العاطفي والوقاية من التوتر. تساعد تقنيات تخفيف التوتر مثل التأمل واليوغا واليقظة في تقليل ارتفاع السكر وتحسين النوم. بناء أنظمة دعم وعادات صحية يومية يسهم في منع المضاعفات وتحقيق استقرار دائم.