الإطار الاستراتيجي والنتائج الوطنية

أعلنت الدولة تبني استراتيجية شاملة ترتكز على بناء مجتمع صحي وآمن. وتهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر الإدمان والتعاطي، مع التوسع في خدمات العلاج والتأهيل والدعم النفسي وتكثيف حملات التوعية وبرامج الوقاية الموجهة للنشء والشباب. وتتضمن هذه الاستراتيجية ترسيخ مجتمع أكثر وعيًا وصحة وإنتاجًا يحد من ظاهرة الإدمان التي تهدر طاقات الشباب وتتهدد مستقبل الوطن. كما تعكس الجهود إطارًا منظوميًا يربط بين القطاعات المختلفة ويعزز الشراكات الوطنية في مواجهة الإدمان.

ووفق نتائج المسح القومي الأخير، شهدت مؤشرات الإدمان والتعاطي انخفاضًا واضحًا. تراجعت نسبة الإدمان بمقدار 1.1 نقطة مئوية لتصل إلى 2.3%، مقابل 3.4% عام 2014. كما انخفضت نسبة تعاطي المواد المخدرة بمقدار 4.7 نقطة مئوية لتصل إلى 5.5%، مقابل 10.2% عام 2014. وتؤكد النتائج أن هذه المستويات تتسق مع المعدلات العالمية.

الانخفاض في التعاطي بحسب الفئات

وتشير الإنفوجرافات إلى انخفاض نسبة التعاطي بين العاملين بالجهاز الإداري للدولة بمقدار 7 نقاط مئوية لتصل إلى 1% عام 2025 من 8% عام 2019. وبالمثل تراجعت نسبة التعاطي بين سائقي الحافلات المدرسية بمقدار 11.5 نقطة مئوية لتصل إلى 0.5% عام 2025 مقارنة بـ12% عام 2017. وتؤكد هذه النتائج نجاح إجراءات الوقاية والتوعية الموجهة لهذه الفئات الحيوية.

التوسع في العلاج والدعم النفسي

وفي إطار التوسع في تقديم العلاج والدعم النفسي للمتعاطين والمدمنين، يتم تقديم الدعم النفسي وتوجيه المتعاطين والمدمنين للعلاج عبر الخط الساخن 16023 بشكل مجاني وفي سرية تامة. وتُعزز هذه الخدمة إمكانية الوصول إلى العلاج المناسب وتنسيق المسارات العلاجية بشكل أسرع. وتندرج ضمن منظومة متكاملة تستهدف تقليل المخاطر الصحية والاجتماعية المرتبطة بالإدمان.

ارتفاع أعداد المراكز والحالات

وأظهرت الإنفوجرافات زيادة عدد مراكز علاج وتأهيل مرضى الإدمان بنسبة 183.3% ليصل إلى 34 مركزًا في 19 محافظة عام 2025، مقابل 12 مركزًا في 7 محافظات عام 2014. كما ارتفع عدد الحالات المترددة على مراكز العلاج بنسبة 79.3% لتصل إلى 99.7 ألف حالة في أغسطس 2025، مقابل 55.6 ألف حالة عام 2014. وتعكس هذه الزيادات تعزيز قدرة النظام الصحي على استيعاب الطلب المتنامي على الخدمات العلاجية والتأهيل.

برامج التوعية والوقاية

تم توسيع نطاق التوعية بين النشء وطلاب الجامعات من خلال تنفيذ 70 ألف نشاط في 25 ألف مدرسة. كما نفذت 9 آلاف نشاط في مراكز الشباب والأندية الرياضية. وتشمل هذه الجهود استهداف 100 جامعة حكومية وأهلية وتكنولوجية وخاصة، و100 معهد عالٍ حكومي وخاص.

التوعية في القرى والمناطق العشوائية

شملت البرامج تعزيز الوعي في القرى والمناطق العشوائية المطورة من خلال تنفيذ 3828 نشاطًا في 911 قرية على مدار 4 سنوات بالتعاون مع مؤسسة حياة كريمة. كما استفادت 45 ألف أسرة من 3360 نشاطًا في المناطق المطورة خلال 5 سنوات. وتؤكد هذه الجهود أهمية الشراكات المجتمعية في توسيع نطاق الوقاية.

التعاون الدولي وبرنامج CHAMPS

وأشارت الإنفوجرافات إلى أن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة UNODC أقر بأن مصر هي أول دولة تطبق مبادرة CHAMPS لتعزيز أنظمة الوقاية للأطفال حتى سن المراهقة. وتؤكد المبادرة التزام الدولة بتوفير حماية الأطفال والمراهقين من مخاطر الإدمان. وتأتي هذه الخطوة ضمن إطار التعاون الدولي لتعزيز الوقاية وتقييم المخاطر.

الحملات الميدانية والإعلامية

أعلنت مبادرة القرار قرارك عن استهداف العاملين بالمصالح الحكومية والجهات العامة وجهات تقديم الخدمات للمواطنين. وتم تنفيذها في 1202 منشأة واستفاد منها نحو 275 ألف موظف في 25 محافظة. وتسهم هذه الحملة في تعزيز وعي الجهات المعنية بمخاطر الإدمان وتسهيل الوصول إلى الخدمات.

أطلقت مبادرة توصل بالسلامة التي تستهدف السائقين والمسافرين على الطرق. وتم تنفيذ أكثر من 1260 حملة ميدانية ضمن هذه المبادرة. وتسعى إلى توفير رسائل وقائية وخدمات دعم للوصول إلى العلاج عند الحاجة.

أطلقت حملة أنت أقوى من المخدرات التي ساهمت في زيادة طلب العلاج على الخط الساخن بنسبة 500%. وحققت أكثر من 186 مليون مشاهدة على المنصات الرقمية. وتعكس الحملة أثر الرسائل الدعائية في تشجيع المجتمع على طلب المساعدة وتوسيع نطاق الخدمات.

أطلقت حملة المخدرات هتجرك للنهاية التي ساهمت في زيادة الاتصالات على الخط الساخن بنسبة 500%. وحققت أكثر من 76 مليون مشاهدة. وتؤكد الحملة أهمية الوصول إلى الخدمات العلاجية وتوجيه المجتمع نحو المساعدة.

التأهيل وبناء الكفاءات

رصدت الإنفوجرافات مسارات بناء الكفاءات ودعم المتعافين من الإدمان من خلال التأهيل الأكاديمي والمهني. وتخللت الجهود تخريج أول دفعة من دبلومة مهنية في مجال علاج الإدمان وخفض الطلب على المخدرات بالتعاون مع كلية الآداب جامعة القاهرة عام 2018، وهي الأولى من نوعها في الدول العربية والشرق الأوسط. كما أُطلق أول ليسان متخصص في الشرق الأوسط في علم نفس الإدمان والأساليب العلاجية بكلية الآداب جامعة بنها عام 2025/2026.

التأهيل المهني والتمكين الاقتصادي

استفاد نحو 45 ألف من خدمات التأهيل المهني والتمكين الاقتصادي للمتعافين منذ عام 2014 حتى عام 2025، عبر إطلاق مبادرات وبرامج متعددة. ومن بينها مبادرة بداية جديدة التي تستهدف إقراض المتعافين لإنشاء مشروعات صغيرة. كما أطلق برنامج اتعلم حرفة لتأهيل المتعافين لسوق العمل وتغيير النظرة المجتمعية لهم.

شاركها.
اترك تعليقاً