تشير الدراسات الحديثة إلى أن تساقط الشعر لدى النساء ينتشر بشكل واسع، وخاصة بعد انقطاع الطمث. ويُعد الشعر بالنسبة للكثيرين جزءاً من الهوية الشخصية، لذا تثير ملاحظته وهي تتساقط أثناء الاستحمام أو التمشيط قلقاً. يؤكد خبراء الجلدية أن الأسباب متعددة، وبعضها يحتاج إلى تدخل طبي لتجنب تفاقم المشكلة.

تعلن الدكتورة ميليسا بيليانغ، الطبيبة الجلدية في كليفلاند كلينك، أن تساقط الشعر الوراثي لدى النساء يُعد من أكثر الأسباب شيوعاً، ويصيب نحو 40% من النساء عند بلوغ سن الخمسين. وتظهر أعراضه بتراجع خط الشعر الأمامي واتساع الفرق في المنتصف وظهور فروة الرأس بشكل أوضح. وتعود أسبابه إلى مزيج من العوامل الوراثية والتغيرات الهرمونية، خصوصاً ارتفاع مستويات الأندروجينات في فترة انقطاع الطمث، حيث تتحول إلى هرمون دي إتش تي الذي يهاجم بصيلات الشعر ويقلص دورة نموها تدريجيًا.

أنواع رئيسية لتساقط الشعر

يُعرَف تساقط الشعر الكربي بـ Telogen Effluvium كنوع ثانٍ من الأسباب. يظهر بشكل مفاجئ وكثيف عقب حدث يسبب ضغوطاً نفسية أو جسدية، مثل الجراحة أو المرض الشديد أو الأزمات العاطفية. وتوضح الدكتورة ميشيل غرين أن هذا النوع غالباً ما يبدأ بعد ثلاثة أشهر من الحدث المسبب، مشيرة إلى أن ارتفاع هرمون الكورتيزول يؤدي إلى تسريع دورة الشعر ودفعه نحو مرحلة التساقط. ورغم قلقه، فهو عادةً مؤقت ويزول غالباً عند زوال السبب.

ومن أبرز أمثلته تساقط الشعر بعد الولادة. كما رُصدت حالات مشابهة بين مستخدمي أدوية إنقاص الوزن مثل أوزيمبيك وويغوفي نتيجة لفقدان الوزن السريع. تشير المصادر إلى أن هذه الحالات ترتبط بتغيرات شديدة في نمط الشعر وتزول غالباً مع استقرار الوزن وتوقف الدواء. وتؤكد الدكتورة أن هذه الحالات تحتاج إلى متابعة طبية دقيقة لتفادي ضرر دائم.

أما النوع الثالث فهو داء الثعلبة Alopecia Areata، وهو مرض مناعي ذاتي يهاجم فيه الجهاز المناعي بصيلات الشعر ما يؤدي إلى تساقط كتل من الشعر وظهور بقع صلعاء دائرية. وتوضح الدكتورة برادي ميرميراني أن البصيلات لا تتلف بشكل دائم، ما يعني إمكانية عودة الشعر للنمو. لكن توقيت هذه العودة يبقى غير مؤكد، إذ قد يظهر المرض ويختفي فجأة.

أما النوع الرابع فهو تساقط الشعر الناتج عن الشدّ Traction Alopecia، ويصيب النساء اللاتي يعتمدن تسريحات مشدودة لفترات طويلة مثل الضفائر أو ذيل الحصان أو وصلات الشعر. الشد المستمر يؤدي إلى تلف البصيلات وضعف تدفق الدم إليها، ما قد يسبب تساقطاً دائماً إذا لم يتم التوقف عن هذه الممارسات. وتشير الدكتورة ميرميراني إلى أن الشعور بالألم أو الحساسية في فروة الرأس يعد إنذاراً بضرورة تغيير التسريحة.

وتؤكد أن استشارة طبيب جلدية متخصص هي الخطوة الأولى والأكثر أهمية لتحديد سبب التساقط ووضع خطة علاج مناسبة. فمعرفة السبب في الوقت المناسب كفيلة بالحفاظ على شعر أكثر صحة وكثافة، واستعادة الثقة بالمظهر الطبيعي. لذلك يجب الالتزام بخطة العلاج والمتابعة الدورية مع الطبيب.

شاركها.
اترك تعليقاً