تُعدُّ مرحلة انقطاع الطمث جزءًا طبيعيًا من حياة المرأة وتأتي نتيجة انخفاض مستمر في إفراز الهرمونات من المبيضين. عادةً ما تقع في النطاق العمري من 45 إلى 55 عامًا، لكن التوقيت قد يختلف بين النساء. تظهر الأعراض تدريجيًا مع اقتراب هذه المرحلة وتتنوع في شدتها. يواجه الكثير من النساء تحديات جسدية ونفسية تحتاج إلى متابعة ورعاية متخصصة.

تؤكد هذه المرحلة التغيرات الجسدية والنفسية تدريجيًا وتظهر في عدة علامات. من المهم التعرف إلى أعراضها مبكرًا لمعرفة كيفية التعامل معها بشكل فعّال. يساهم فهم هذه التغيرات في اتخاذ خيارات صحية تعزز الراحة والاستقرار اليومي. فيما يلي عرض مبسّط للأعراض والخطوات العملية للتعامل مع المرحلة.

أعراض انقطاع الطمث

تظهر الأعراض تدريجيًا خلال مرحلة ما قبل الانقطاع، وقد تتضمن عدم انتظام الدورة الشهرية التي قد تصبح أقصر أو أطول ثم تتوقف لعدة أشهر قبل أن تتبدل كيمياء الجسم. كما يعاني البعض من هبات ساخنة وتعرق ليلي يوقظهما النوم أحيانًا. تتأثر المزاج والنوم، حيث يزداد التوتر والقلق وقد يحدث صعوبات في النوم. وتظهر مع هذه التغيرات جفاف في المهبل وفقدان الرغبة الجنسية نتيجة انخفاض مستوى الإستروجين.

كما تترك هذه المرحلة أثرًا في الجلد والشعر، حيث يفقد بعض البشرة نعومتها ويصبح الشعر أضعف أو يتساقط أحيانًا. وتظهر زيادة في الوزن وتوزيع الدهون خصوصًا حول منطقة البطن مع صعوبة في المحافظة على كتلة العضلات. كما يمكن أن يعاني البعض من تراجع في القدرة على التركيز والذاكرة المؤقتة. ويزداد خطر هشاشة العظام نتيجة انخفاض كثافة العظام، ما يستدعي متابعة طبية منتظمة.

الخطوات العملية للتعامل

تُشير الفحوص الطبية الدورية إلى أهمية متابعة الطبيب المختص لمراقبة مستويات الهرمونات وصحة العظام. يجب قياس هرمون FSH وLH والإستروجين، كما تُحدَّد كثافة العظام باستخدام فحص DXA مرة كل سنتين. من الضروري مناقشة التاريخ الطبي والعادات الصحية مع الطبيب لتخطيط العلاج الأنسب. تهدف المتابعة المستمرة إلى تنظيم الأعراض والوقاية من المضاعفات المحتملة.

يقترح تعزيز النظام الغذائي من خلال زيادة مصادر الكالسيوم وفيتامين D، مع التركيز على الخضروات والفواكه الغنية بمضادات الأكسدة. تشمل مصادر الكالسيوم الحليب ومشتقاته والسمك المعلّب، وخصوصًا السردين، إضافة إلى المنتجات المدعّمة إذا لزم الأمر. من المهم تعريض الجسم للشمس يوميًا لمدة لا تقل عن 15 دقيقة أو استخدام مكملات فيتامين D بحسب التوجيه الطبي. كما ينبغي تقليل الكافيين والسكريات والأطعمة الدهنية والتوابل الحارة التي قد تزيد الهبات الساخنة.

تشجع ممارسة الرياضة بانتظام على دعم صحة العظام وتحسين المزاج، ويشمل ذلك المشي واليوغا ورفع أوزان خفيفة. تساهم النشاطات البدنية في تعزيز النوم وتخفيف التوتر والقلق، إضافة إلى دعم توازن وزن الجسم وصحة العضلات. يمكن تنظيم التدريبات لتصل إلى ما يعادل 150 دقيقة من نشاط بدني معتدل أسبوعيًا مع توزيعها على أيام الأسبوع. تدعم هذه الأنشطة التكيف العام وتحسين نوعية الحياة خلال هذه المرحلة.

يرتكز الدعم النفسي والاجتماعي على الحوار مع الأصدقاء أو المختصين النفسيين لتخفيف التوتر والتغيرات المزاجية. يمكن لتقنيات التنفس والتأمل والأنشطة الاجتماعية تعزيز الشعور بالسيطرة والاستقرار العاطفي. تساهم الاستشارات النفسية في تعزيز القدرة على التكيف مع التغيرات الهرمونية وتأثيرها على الحياة اليومية. يعد الدعم جزءًا أساسيًا من رعاية شاملة تركز على الصحة النفسية والجسدية معًا.

يتضمن العلاج الهرموني تقييمًا طبيًا دقيقًا وتحت إشراف الطبيب، إذ قد يكون في بعض الحالات مفيدًا لتخفيف الهبات Hot flashes وجفاف المهبل. يتم اختيار العلاج بناءً على الفوائد المحتملة والمخاطر المرتبطة بالسياق الصحي العام للمريضة وتفضيلاتها. لا يُوصى باستعمال العلاج الهرموني بشكل عشوائي، وتُراعى العوامل الزمنية والجرعات الآمنة وتاريخ المرض. يقرر الطبيب ما إذا كان العلاج الهرموني مناسبًا وفقًا للحالة الفردية وتقييم المخاطر والفوائد.

تؤثر العناية بالبشرة والشعر بشكل مباشر في الشعور بالراحة اليومية وجودة الحياة. يوصى باستخدام مرطبات مناسبة للبشرة واختيار منتجات لطيفة وتوفير ترطيب داخلي من خلال شرب كمية كافية من الماء والتغذية المتوازنة. كما يفضل حماية البشرة من أشعة الشمس وتجنب المواد المهيجة للجلد. تعزيز النظام الغذائي الصحي وتجنب الإجهاد النفسي يساهمان في دعم صحة الجلد والشعر خلال هذه المرحلة.

شاركها.
اترك تعليقاً