يرصد هذا الاضطراب مرضًا مناعيًّا ذاتيًا يظهر عادة عند البالغين، ويتوسط بين سمات النوع الأول والثاني من السكري. يُعرف باسم داء السكري المناعي الذاتي الكامن لدى البالغين (LADA)، ويصيب غالبًا من هم في سن الثلاثين فما فوق. يتطور المرض تدريجيًا، فبداية التراجع في وظيفة الخلايا المنتجة للأنسولين يشبه النوع الثاني، ثم يفقد البنكرياس قدرته تدريجيًا على إنتاج الأنسولين. قد يحتاج بعض المرضى إلى الأنسولين في مراحل مبكرة من المسار، وفقاً لاستجابة الجسم للعلاج ومتطلباته.

التعريف والخصائص

يوصف LADA أحيانًا بأنه سكري النوع 1.5 لأنه يجمع بين سمات الجهاز المناعي للنوعين. يحدث بصورة أبطأ من النوع الأول، لذا غالبًا ما يساء تفسيره في البداية كنوع ثاني. مع تقدم المرض، تفقد خلايا بيتا في البنكرياس قدرتها على إنتاج الأنسولين تدريجيًا، وتصبح الحاجة إلى الأنسولين أمرًا حتميًا في نهاية المطاف.

التشخيص

يكشف فحص الدم عن وجود أجسام مضادة تستهدف خلايا البنكرياس، وهو ما يميز LADA عن النوع الثاني. كما يقيس فحص الببتيد-C كمية الأنسولين التي ينتجها الجسم في اللحظة، ما يساعد على التمييز بين الأنواع. إذا ظهرت علامات فقدان وزن غير مبرر، أو فشل العلاج الدوائي المعتاد، أو تدهور سريع في التحكم بالسكر، فهذه مؤشرات تدعو لإجراء فحص دقيق لاحتمال LADA.

العلاج

تبدأ العلاجات غالباً باستخدام أدوية فموية تُستخدم في النوع الثاني للمساعدة في تنظيم السكر وتحسين حساسية الجسم للأنسولين، إلى جانب تعديل نمط الحياة. ومع تراجع وظيفة خلايا بيتا، يفقد هذا العلاج فاعليته في النهاية ويصبح الاعتماد على الأنسولين الخارجي أمراً ضرورياً. تشير مراجعات متعددة إلى أن البدء المبكر بالعلاج بالأنسولين بعد التشخيص يساعد في الحفاظ على الخلايا المنتجة للأنسولين ويحسن السيطرة الأيضية ويقلل الالتهاب المناعي. عادة ما يحتاج المريض إلى حقن الأنسولين خلال سنوات من ظهور المرض، وتختلف الجرعات وفق الاحتياج الأسبوعي واليومي.

دور نمط الحياة

يُعَد النظام الغذائي المتوازن حجر الأساس في السيطرة على المرض، وهو يتركز على تقليل السكريات المشبعة وزيادة الألياف والبروتينات. كما يلعب النشاط البدني المنتظم دوراً رئيسياً في تحسين حساسية الأنسولين وتقليل مستويات السكر. وتساهم المراقبة الدورية لمستوى السكر في الدم في ضبط العلاجات بشكل دقيق، كما أن الامتناع عن التدخين والتقليل من التوتر النفسي يساعدان في تقليل تقلبات السكر وتحسين الاستجابة للعلاج.

المضاعفات واليقظة العلاجية

بدون إدارة فعالة، يزيد احتمال ارتفاع السكر المزمن وظهور مضاعفات كلوية واعتلال شبكي ومرض القلب والشرايين وتلف الأعصاب وتآم الجروح. كما قد يترافق اضطراب مناعي آخر مع LADA مثل اضطرابات الغدة الدرقية، لذا ينبغي متابعة الغدد الصماء بانتظام. تشير تقارير الرعاية الصحية إلى أن الالتزام بالعلاج والمراقبة الصحية يمكن أن يتيح للمصابين عيش حياة طبيعية وبعمر مقارب لعمر الأشخاص الأصحاء عند الالتزام بالنظام العلاجي والصحي.

شاركها.
اترك تعليقاً