تحتوي كل طلقة على مؤكسد داخلي يساعد على احتراق البارود والانفجار حتى في الفراغ. لذلك يمكن للسلاح أن يعمل في الفضاء كما يعمل على الأرض، لكن يختلف شكل الدخان؛ فبدلاً من خروج الدخان إلى الخلف، تتكوّن كرة من الدخان تخرج من فوهة السلاح وتطفو في جميع الاتجاهات.
يدفعك الارتداد في الاتجاه المعاكس عند إطلاق الرصاصة، وهذا تطبيق مباشر لقانون نيوتن الثالث: لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومضاد له في الاتجاه.
وبما أن كتلتك أكبر من كتلة الرصاصة، ستتحرك للخلف بسرعة بطيئة نسبياً، بضعة سنتيمترات في الثانية، بينما تواصل الرصاصة رحلتها إلى ما لا نهاية في الفراغ لأنه لا يوجد هواء أو احتكاك ليوقفها.
لا يوقفها شيء في الفضاء تقريباً، فإطلاق الرصاصة في فراغ الكون يجعلها تبتعد تدريجاً عن مصدرها بشكل يبدو كأنها “رصاصة لا نهائية” تسبح في ظلام الكون بسبب التمدد المستمر للكون.
لو صوبت نحو كوكب عملاق مثل المشتري، ستجذبه جاذبيته الهائلة وتؤدي إلى انخراط الرصاصة في مسار منحني نحو سطحه، وتزداد سرعتها تدريجياً حتى تصل إلى نحو ستين كيلومتراً في الثانية عندما تدخل طبقات الكوكب الغازي.
أسلحة في الفضاء
الغريب أن فكرة “السلاح في الفضاء” ليست جديدة، إذ كانت حقيبة النجاة الخاصة برواد الفضاء الروس تحتوي على سلاح ثلاثي الاستخدام، بسلاح بثلاثة براميل بمقبض قابل للطي يمكن استخدامه كمجرفة، ويحتوي أيضاً على ساطور متأرجح، والغرض منها حماية الرواد في حال هبوط اضطراري في أماكن خطرة على الأرض، لكن من الناحية النظرية يمكن إطلاق الرصاص أثناء وجودهم في الفضاء.
وفق الفيزيائي روبرت فلاك من كلية لندن الجامعية، فإن جاذبية المشتري الهائلة ستجذب الرصاصة حتى لو لم تُصب الهدف بدقة، لأن الكوكب ضخم بما فيه الكفاية ليجعل الرصاصة تتبع مساراً منحنياً نحو سطحه، وتزداد سرعتها عند اقترابها من حدود الكوكب الغازي العملاق، وقد تصل إلى نحو 60 كيلومتراً في الثانية عند اختراقها طبقة الكوكب الغازية.
رصاصة واحدة… ودرس كبير
في فيزياء الكون تقودنا القصة إلى فهم أن القوانين نفسها تعمل في كل مكان، سواء على الأرض أو في الفضاء. وهي تذكير بأن الأشياء اليومية مثل إطلاق النار تتحول في الفراغ الكوني إلى تجربة مدهشة تعيد تعريف القوة والسرعة والجاذبية.