ما هو الرجفان الأذيني؟
أعلن خبراء صحة أن الرجفان الأذيني اضطراب صامت في نظم القلب قد يمر بلا أعراض في بدايته، ولكنه يرفع بشكل مباشر خطر السكتة الدماغية لدى كبار السن. يفسر الأطباء أن هذا الاضطراب يجعل الحجرات العلوية من القلب ترتعش بدلاً من النبض بإيقاع منتظم، ما يؤدي إلى تراكم الدم في جيب يسمى زائدة الأذين الأيسر. مع التقدم في العمر تصبح جدران الأوعية والدورة الدموية أقل مرونة، وهو ما يفاقم احتمال حدوث اضطرابات الإيقاع. لذلك، يتطلب الأمر اهتماماً خاصاً ورصدًا منتظماً لإيقاع القلب عند كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة.
أسباب وخطورة الرجفان
أوضح الطبيب كاريث فاسوديفان أن الركود الاضطرابي يجعل الدم يتركز في منطقة زائدة الأذين الأيسر، ما يهيئ لتكوّن جلطات قد تنتقل إلى الدماغ. وهذا يجعل الرجفان الأذيني من أكثر اضطرابات القلب شيوعاً وخطورة بين كبار السن، خصوصاً هؤلاء المصابين بارتفاع ضغط الدم والسكري ومرض الشريان التاجي. كما أن تقدم العمر يقلل من مرونة الأوعية الدموية، فيرتفع خطر حدوث اضطرابات الإيقاع. وهكذا يصبح المرض من عوامل الخطر الأساسية للسكتة، حتى عند استخدام أدوية تمييل الدم بالالتزام بالعلاج.
سكتة الدماغ وخطرها
أوضح الخبراء أن شيخوخة السكان وأنماط الحياة الحديثة التي تتضمن قلة النشاط وتزايد الضغوط تساهم في ارتفاع حالات الرجفان الأذيني، وهو عامل مباشر في تكرار السكتة الدماغية لدى المسنين حتى بين من يتناولون أدوية سيولة الدم. وأكد فاسوديفان أن أدوية السيولة تظل خط الدفاع الأول، لكن يظل بعض المرضى معرضين للخطر رغم الالتزام بالعلاج، مما يستدعي تشخيصاً دقيقاً وتدخلاً مبكراً. كما أشار إلى ضرورة اليقظة لكبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة كارتفاع الضغط والسكري وتفاقم أمراض الشريان التاجي.
علامات يجب عدم تجاهلها
تُظهر علامات السكتة الدماغية غالباً فجأة وتلملم إلى آلام صدر أو دوار أو فقدان توازن أو صعوبة في النطق. وقد يرافقها كلام غير واضح، وضعف في جانب من الجسم أو شلل جزئي، كما قد تظهر قيء وغثيان واضطرابات رؤية عند البعض. تؤكد العناية الصحية أن هذه الأعراض تستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً، فكل دقيقة تمضي تعني مزيداً من الضرر لخلايا الدماغ التي لا تحصل على الدم.
كيف تبقى آمنًا
يشدد الأطباء على أن الوقاية تبدأ بالفحص المبكر وأن الكشف الدوري عن نظم القلب ضروري لا سيما لمن تجاوزوا سن الخمسين أو يعانون أمراض مزمنة. وتُطرح نصائح وقائية مهمة منها إجراء فحوصات تخطيط القلب بانتظام لمتابعة أي تغيرات في الإيقاع، واستشارة الطبيب فوراً عند الشعور بالدوخة أو اضطراب الرؤية أو صعوبة النطق. كما توصي النصائح بمراقبة ضغط الدم ومستوى السكر بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي وتقليل استهلاك الكافيين والملح، وممارسة نشاط بدني معتدل بانتظام. كما يجب الالتزام بالأدوية الموصوفة بدقة دون تعديل في الجرعات لضمان فعاليتها في منع تكون الجلطات.