أعلن الدكتور هاني سويلم خلال فعاليات أسبوع القاهرة الثامن للمياه وجلسة الاحتفال بمرور 50 عامًا على البرنامج الهيدرولوجي الحكومي الدولي IHP التابع لليونسكو عن تهنئة مصر للمنظمة والبرنامج بهذه المناسبة. وأشاد بالدكتور خالد العناني مديرًا عامًا لليونسكو تقديرًا لرؤيته وإخلاصه وقيادته، التي تعكس الدور المتنامي لمصر في تعزيز التعاون الدولي والحوار بين الثقافات. وللمصر دور بارز في تعزيز الاستدامة المائية والمرونة المناخية في إفريقيا، حيث شاركت في الاحتفال الذي عقد بمقر اليونسكو في باريس، كما أن الحدث الجانبي الذي نظمته القاهرة في يونيو 2025 وفّر منصة لتبادل الخبرات مع الدول الأعضاء وتسليط الضوء على ريادتها في ربط قضايا المياه والعمل المناخي. وأكد سويلم أن مصر تؤكد التزامها باستدامة الموارد المائية عبر شراكات دولية وتحالفات إقليمية تعزز الربط بين المياه والعمل المناخي.

التعاون الدولي وبرنامج IHP

أشار إلى أن 98% من موارد مصر المائية المتجددة تأتي من خارج الحدود، وأن نصيب الفرد من المياه من الأدنى عالميًا، ما يجعل إدارة الموارد المائية المحدودة أولوية وطنية ومسؤولية وجودية. أوضح أن مصر حرست على تعزيز التعاون مع دول حوض النيل، إيمانًا بأن النيل شريان حياة للجميع وليس ملكًا لدولة بعينها. ثم أشاد بجهود البرنامج الهيدرولوجي الحكومي الدولي (IHP) في إحياء مشروع FRIEND-Nile الذي أطلق عام 2000، ووصفه بأنه أسهم في تعزيز التعاون العلمي وتبادل البيانات والبحوث الهيدرولوجية في الحوض. وأضاف أن مرحلته الجديدة تدمج الأساليب العلمية الحديثة لمواجهة التغير المناخي والضغوط السكانية وتزايد الطلب على المياه.

وأشار سويلم إلى أن جهود مصر نحو إدارة تعاونية ومنصفة لمياه النيل تواجه تحديات كبيرة بسبب الإجراءات الأحادية المرتبطة بملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي. دعا منذ سنوات إلى اتفاق قانوني عادل وملزم يوازن بين احتياجات دول المنابع وحقوق وسلامة دول المصب، لكن استمرار الإجراءات الأحادية قوض الثقة والأمن الإقليمي. وحول الاحتفال المزعوم باكتمال السد الإثيوبي قال إنه يفتقد الشرعية في غياب اتفاق، كما أن التصرفات المائية غير المنسقة تحمل مخاطر تشغيل أحادي تتعارض مع الأسس العلمية والمبادئ التعاونية. وأكد أن الحوار والتنسيق هي السبيل لإدارة الموارد بشكل مستدام.

ذكر أن أمياه الخضراء تشكل الأساس الخفي للحياة، وتدعم الزراعة المطرية وتحافظ على الغابات والمراعي وتوفير رطوبة التربة التي تغذي نسبة كبيرة من الإنتاج الغذائي العالمي. وأوضح أن العلوم الحديثة تتيح قياس ورصد وإدارة المياه الخضراء بدقة باستخدام مجسات التربة وصور الأقمار الصناعية والهيدرولوجيا المبنية على البيانات. ولذلك، شدد على ضرورة دمج المياه الخضراء في الاستراتيجيات الوطنية والإقليمية للمياه لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتكيف مع تغير المناخ وضمان سبل العيش الريفية.

شاركها.
اترك تعليقاً