أعلن مركز الملاذ الآمن للأبحاث أن أسعار الفضة ارتفعت محليًا بنسبة 6% خلال أسبوع، وارتفعت عالميًا بنسبة 4.2% لتغلق الأوقية عند 50 دولارًا. ويعد ذلك ثالث أعلى مستوى تاريخي للفضة بعد قمتي 1980 و2011. كما أشار التقرير إلى أن الفضة حققت منذ بداية 2025 مكاسب بلغت 81% محليًا و73% عالميًا، مقابل نحو 50% للذهب في الفترة نفسها. وتبرز هذه القفزات أن الفضة أصبحت الأفضل أداءً بين المعادن النفيسة في 2025 من حيث نسبة النمو السنوي.
ارتفاعات محلية وعالمية
سجل جرام الفضة عيار 800 ارتفاعًا من 68 إلى 74 جنيهًا، وعيار 925 إلى 86 جنيهًا، فيما بلغ عيار 999 نحو 93 جنيهًا. واستقر جنيه الفضة عيار 925 عند 664 جنيهًا. رصد التقرير حالة ارتباك في السوق المحلية مع لجوء بعض التجار لرفع الأسعار دون مبررات واضحة، ما تسبب في نقص المعروض وتوقف بعض المصانع عن الإنتاج في انتظار مستويات سعرية أعلى. كما حذر المركز من أن السوق بدأ يدخل مرحلة خطيرة، مع إمكانية حدوث قفزات غير منطقية في الأسعار إذا لم يتم ضبط السوق ومنع الممارسات الاحتكارية.
وفقًا للتقرير، كان الطلب الصناعي على الفضة بلغ مستوى قياسيًا عند 680.5 مليون أوقية في 2024، مدفوعًا بنمو قطاعات الطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية. وفي المقابل، استمر العجز في المعروض للعام الرابع على التوالي، وسُجّل عجز قدره 148.9 مليون أوقية في 2024، مع توقعات بارتفاعه إلى 187.6 مليون أوقية في 2025 ليكون ثالث أكبر عجز تاريخي في سوق الفضة. وبذلك يعكس الوضع تزايد الضغط على الأسعار نتيجة الطلب القوي مقابل العرض المحدود. ويتوقع أن تستمر هذه الخلفية في دعم الأسعار حتى في حال حدوث تصحيحات سعرية مؤقتة.
الفضة: المعدن الأكثر حساسية للزخم الاقتصادي
وصف التقرير الفضة بأنها “نسخة عالية الحساسية من الذهب” تتحرك في الاتجاه نفسه ولكن بزخم أقوى، مستفيدة من الإقبال على الملاذات الآمنة في ظل الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية. وتراجع معدل الذهب إلى الفضة إلى 81 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ عام، ما يعكس أداءً أقوى للفضة مقارنة بالذهب. وتُظهر هذه الديناميكيات أن الفضة تستفيد من صعود الطلب الصناعي وتبقى أقوى أداءً من الذهب. ويفسر المحللون ذلك بتفاوت الحساسية بين المعدنين أمام تغيّر الظروف الاقتصادية.
وتُظهر المعطيات أن الفضة تعزز أداءها نتيجة الطلب الصناعي الراهن والاحتمالات المرتفعة لاستمرار تدفقات الاستثمار في الملاذ الآمن. وتُعزز هذه الديناميكية احتمال أن تكون الفضة الأكثر حساسية للتحولات في الاقتصاد العالمي.
تحذيرات من التأثيرات الارتفاع المفرط
حذرت مؤسسة Metals Focus من أن استمرار الارتفاع السريع في الأسعار قد يؤدي إلى تقليص استهلاك بعض القطاعات الصناعية من الفضة، خاصة تقنيات الطاقة الشمسية. ويشير التقرير إلى أن العجز الهيكلي المستمر سيبقي الأسعار مرتفعة نسبيًا خلال العامين المقبلين حتى مع حدوث تصحيحات سعرية مؤقتة. كما يلاحظ أن الطلب الطويل الأجل لا يزال قويًا بالرغم من المسارات قصيرة الأجل، ما adds تعقيدًا إلى السوق. وتوصي الجهات المختصة بمتابعة الأسواق ومنع الممارسات الاحتكارية لضمان استقرار الأسعار.
قراءة فنية: المقاومة النفسية عند 50 دولارًا
أشارت تحليلات فنية إلى أن العقود الآجلة لشهر ديسمبر أظهرت نمطًا انعكاسيًا هبوطيًا على المدى القصير بعد وصولها إلى قمة قرب 49.96 دولارًا للأوقية. وقد يمهد ذلك لتصحيح مؤقت قبل استئناف المسار الصاعد. تاريخيًا، لم تتجاوز الفضة مستوى 50 دولارًا إلا مرتين فقط: الأولى في 1980 أثناء محاولة الأخوين هنت احتكار السوق، والثانية في 2011 أثناء أزمة الديون السيادية العالمية.
توقعات: نحو 100 دولار للأوقية بحلول 2026
توقّع ساكسو بنك في مذكرة بحثية أن تستمر الفضة في الصعود لتصل إلى 100 دولار للأوقية بحلول عام 2026. يرتكز هذا الافتراض على الطلب الصناعي المتزايد والتحول العالمي نحو الطاقة النظيفة. وأشار البنك إلى أن الفضة تتحرك بتأثيرات أقوى من الذهب، واصفًا إياها بأنها النسخة عالية بيتا من المعدن الأصفر، ما يجعل مكاسبها أكثر حدة في فترات الصعود.
الفضة تسرق الأضواء من الذهب
بينما يظل الذهب ملاذًا تقليديًا في أوقات الأزمات، أصبحت الفضة اللاعب الأقوى في مشهد المعادن النفيسة لعام 2025، بدعم من زخم استثماري وصناعي غير مسبوق وعجز متواصل في المعروض. وتوجد توقعات بأن يستمر هذا الاتجاه إذا استمرت السياسات النقدية التيسيرية واضطرابات الأسواق العالمية. بلغة عربية مبسطة، يؤكد السوق أن الفضة ستحافظ على زخماً وتواصل تسجيل مكاسب جديدة في السنوات المقبلة.