يُعد مرض العصبون الحركي اضطراباً وراثياً نادراً يؤثر تدريجياً في قوة العضلات، بما فيها عضلات التنفس والبلع والكلام والمشي. تتلف الخلايا العصبية الحركية مع مرور الوقت وتفقد قدرتها على إرسال الإشارات العصبية إلى العضلات. نتيجة لذلك يفقد المريض قدرته على التحكم بعضلاته تدريجيًا حتى تصل إلى شلل كامل في أعضائه. وعادة ما ينتهي الأمر بوفاة خلال فترة تتراوح بين 12 و18 شهراً من تشخيص الإصابة.
دور الخلايا العصبية الحركية
تشترك الخلايا العصبية الحركية في تنظيم الحركات الأساسية كالتنفس والبلع والكلام والمشي. في حال الإصابة، يبدأ التلف التدريجي في هذه الخلايا مع مرور الوقت، مما يضعف الإشارات العصبية المرسلة إلى العضلات. نتيجة ذلك تتأثر القدرة على الحركة وتظهر أعراض مثل الضعف والتشنجات وتقلصات العضلات. يترتب على استمرار التلف تزايد الإعاقة حتى الوصول إلى التدهور الشديد والوفاة في نهاية المطاف.
أسباب مرض العصبون الحركي
لا يعرف الباحثون السبب الدقيق لحدوث المرض بشكل كامل، وتوجد حالات وراثية مرتبطة به. وتُقدَّر احتمالية الإصابة بهذا المرض في بريطانيا بنحو 1 من كل 300 شخص، فيما تشير تقديرات إلى أن نحو 20% من الحالات ترتبط بجينات محددة. لذا يظل العامل الوراثي حاضراً في جزء من الحالات بينما تبقى الأسباب غير الدقيقة في بقية الحالات.
أعراض مرض العصبون الحركي
تظهر الأعراض تدريجيًا وقد لا تكون واضحة في البداية. قد تكون من العلامات الأولى ضعفاً في الساقين أو الكاحلين يجعل صعود السلالم صعبًا أو يتسبب في التعثر المتكرر. كما قد يتسبب المرض في كلام غير واضح، وصعوبة في البلع، وضعف القبضة الذي يجعل ربط أزرار القميص أو فتح البرطمان أمرًا صعبًا. وتظهر تشنجات وتقلصات عضلية، وفقدان وزن مع انخفاض كتلة الذراعين والساقين، وربما يعاني المريض من تقلبات عاطفية كالتأثير الكاذب البصلي في بعض المواقف.
علاج مرض العصبون الحركي
لا يوجد علاج يشفي المرض بشكل كامل، لكن توجد علاجات للمساعدة في السيطرة على الأعراض بما في ذلك أدوية وعلاج طبيعي للمساعدة في الحفاظ على قوة العضلات ومرونة المفاصل. تهدف العلاجات إلى تحسين نوعية الحياة من خلال التخفيف من المعاناة وتقليل الإعاقات المصاحبة. وفي حالات صعوبات البلع، قد يلجأ المرضى إلى تغذية عبر أنبوب يتم إدخاله من جدار البطن إلى المعدة لضمان التغذية المستمرة.
العلاقة بلاعبي الرغبي والمرض
أعلن لويس مودي، قائد منتخب إنجلترا السابق لكرة الرغبي، عن إصابته بمرض العصبون الحركي. وتذكر تقارير أن عدداً من لاعبي الرغبي المحترفين خلال العقد الماضي أصيبوا بالمرض، بينهم دودي وير وروب بورو وجوست فان دير ويستهويزن. وتشير دراسات إلى أن اللاعبين المحترفين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالحالات الحركية العصبية، إلا أنه حتى الآن لا يوجد دليل يثبت وجود علاقة سببية بين ممارسة الرياضة والمرض.