تفيد البيانات أن ارتفاع ضغط الدم من الحالات الصحية الشائعة والخطيرة في العالم. ويُعرَف طبياً بأنه زيادة في الضغط الواقع على جدران الأوعية الدموية، ما يزيد احتمال النوبات القلبية والسكتات الدماغية. وتظل هذه الحالة صامتة في مراحله الأولى بلا أعراض واضحة، وهو ما يجعل التشخيص المبكر أمراً ضرورياً للوقاية من المضاعفات. وتؤكد المصادر أن الالتزام بعادات بسيطة يمكن أن يحد من مخاطرها ويخفف من تأثيرها على الصحة القلبية والدماغية.

تشير بيانات هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا إلى أن ربع الشباب المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يتحكمون في حالتهم بشكل كافٍ، مقارنةً بكبار السن. ويرجع الأطباء السبب إلى أن ضغط الدم يتأثر بالعوامل الوراثية وبالعادات اليومية مثل النظام الغذائي والنشاط البدني والتوتر والتدخين. وتؤكد الدراسات أن اتباع نمط حياة صحي يساعد على التحكم في الضغط والوقاية من المضاعفات القلبية والدماغية. وتؤكد النتائج أهمية الاستمرار في رصد الضغط وتعديل العادات كخطوة أولى في الوقاية.

خطوات بسيطة للوقاية من ارتفاع ضغط الدم

الأطعمة المخمرة وتأثيرها

توضح الدراسات أن الأطعمة المخمرة تحتوي على ميكروبات مفيدة تعزز تنوع بكتيريا الأمعاء وتدعم الهضم وتقوي المناعة. وتُنتج هذه البكتيريا أحماضاً دهنية قصيرة السلسلة تسهم في صحة القلب والأوعية الدموية ضمن محور الأمعاء والقلب. كما أشارت الأخصائية إلى أن مثل هذه الأغذية، مثل اللبن الزبادي واللبن الرائب والكرنب المخلل، تساهم في خفض الضغط الانقباضي والضغط الانبساطي عبر توازن ميكروبات الأمعاء.

الألياف وضغط الدم

الألياف الغذائية ليست فقط مهمة لصحة الجهاز الهضمي؛ بل لها دور مباشر في تقليل مخاطر ارتفاع ضغط الدم. فهي تحسن التمثيل الغذائي وتقلل الالتهاب في جدران الشرايين، وهو ما ينعكس في انخفاض الضغط. وأظهرت دراسة حديثة أن زيادة استهلاك الألياف بمقدار خمسة جرامات يومياً قد تخفض الضغط الانقباضي بنحو 2.8 درجات والضغط الانبساطي بنحو 2.1 درجات. ويشجع الأطباء على تناول الخضروات والفواكه والبقوليات والحبوب الكاملة مع تقليل الملح والدهون المشبعة.

النشاط البدني اليومي

تمثل الممارسة المنتظمة للنشاط البدني من أهم عوامل الحفاظ على ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعي. وتوضح الأبحاث أن النشاط البدني المنتظم قد يعادل تأثير عدة أنواع من الأدوية في خفض ضغط الدم. ولا يلزم التمرّن في صالات رياضية فاخرة؛ فالسبيل المتاح هو المشي السريع وصعود السلالم والنشاطات اليومية لعدة دقائق. كما أظهرت دراسة حديثة أن خمس دقائق من التمارين المكثفة مرتين يومياً، ثلاث مرات أسبوعياً، تحسن اللياقة القلبية الوعائية بشكل كبير.

التوقف عن التدخين

يُعد التدخين أحد أخطر العوامل التي تسهم في ارتفاع ضغط الدم وتلف الأوعية الدموية. وتوضح الأبحاث أن المواد الكيميائية في السجائر تسبّب التهابات وتؤدي إلى تراكم اللويحات داخل الشرايين، ما يزيد مخاطر الجلطات القلبية والسكتات الدماغية. وتُشير الإحصاءات إلى أن التدخين يساهم في نحو ثلث وفيات أمراض القلب، لذا فإن الإقلاع عنه يمثل خطوة حاسمة لصحة القلب.

شاركها.
اترك تعليقاً