أعلن باحثون من جامعة نيوكاسل أن تناول عصير ثمار الكشمش الأسود يسهم في تعزيز تدفق الدم إلى الدماغ. شملت الدراسة 20 شاباً بصحة جيدة تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً، وقُسِّموا إلى مجموعتين للمقارنة. حصلت المجموعة الأولى على عصير كشمش أسود غني بمقدار 500 ملليجرام من البوليفينول، بينما تناولت المجموعة الثانية مشروباً مطابقاً له في المظهر والمذاق ولكنه خالٍ من المكونات النشطة. راقب الباحثون مستويات الأكسجين في الدم كقياس لنشاط الدورة الدموية الدماغية باستخدام تقنية التحليل الطيفي للأشعة تحت الحمراء.
نتائج أولية للدراسة
بعد 35 دقيقة من تناول العصير، أظهرت المجموعة الأولى زيادة في الأوكسيهيموجلوبين في منطقة الفص الجبهي الأيسر، وهو دليل على تحسن تدفق الدم وتزويد الدماغ بالأكسجين. كما سجل انخفاض في مستوى الديوكسيهيموجلوبين، مما يشير إلى زيادة كفاءة الأوعية الدموية في الدماغ وقدرتها على تزويد الخلايا العصبية بما تحتاجه من الأكسجين. لاحظ الباحثون زيادة في تدفق الدم إلى القشرة الجبهية اليسرى، وهي منطقة مرتبطة بالانتباه واتخاذ القرار. يعكس هذا التغير نشاطاً أكبر للجانب الأيسر من الدماغ في مهام الذاكرة العاملة.
المركبات البوليفينولية وآلياتها
تُعد ثمار الكشمش الأسود غنية بمركبات البوليفينولات، ولا سيما الأنثوسيانين، وهي مواد نباتية معروفة بتأثيرها الإيجابي على صحة القلب والأوعية الدموية. تؤدي هذه المركبات إلى تعزيز إنتاج أكسيد النيتريك، وهو ما يساعد على توسيع الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم إلى الدماغ. كما قد تؤثر على مستويات الدوبامين والسيروتونين في الدماغ، وهما ناقلان عصبيان يلعبان دوراً في تنظيم تدفق الدم والوظائف المعرفية المرتبطة بالتركيز والذاكرة.
وتؤكد النتائج أن تأثير الكشمش الأسود يظهر خلال فترة وجيزة من تناول العصير، مع إشارات إلى تعزيز نشاط الدماغ في المناطق المرتبطة بالانتباه والذاكرة. وتوضح أن المركبات البوليفينولية، خاصة الأنثوسيانين، تسهم في دعم صحة الأوعية الدماغية وتوازن النواقل العصبية المرتبطة بالوظائف المعرفية. وتشير النتائج أيضاً إلى أن هذه التأثيرات مرتبطة بتعزيز تدفق الدم إلى المناطق الأمامية للدماغ وتحسين القدرة على التركيز واتخاذ القرار. ومع أن حجم العينة كان محدوداً، فإن النتائج تفتح آفاق للبحوث المستقبلية حول دور الكشمش الأسود كمكمل صحي لتعزيز وظائف الدماغ.