أعلن اللواء إيهاب عبد الله، رئيس مصلحة الكفاية الإنتاجية والتدريب المهني بوزارة التجارة والصناعة، أن الدولة تولي اهتمامًا بالغًا بتطوير منظومة التعليم الفني والتدريب المهني والتقني باعتبارها الركيزة الأساسية للنهوض بالصناعة الوطنية وتحقيق التنمية المستدامة. وأكد أن النهضة الصناعية الحقيقية لا تتحقق إلا بوجود كوادر بشرية مؤهلة تمتلك المهارة والمعرفة الحديثة القادرة على التعامل مع التكنولوجيا المتقدمة ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة. وعلى هامش احتفالية إطلاق الهيئة المصرية لضمان الجودة والاعتماد في التعليم الفني والتقني والتدريب المهني (إتقان)، قال إن أول وثيقة وطنية لمعايير الاعتماد لمؤسسات التعليم الفني والتقني تمثل ترجمة عملية لرؤية الدولة لبناء نظام حديث يرتكز على الكفاءة والإنتاجية ويربط بين التعليم وسوق العمل. وأوضح أن هذا الإطار سيوفر فرص اندماج أوسع للخريجين في السوقين المحلي والعالمي.

أطر المعايير وأثرها

أشار إلى أن قطاع الصناعة في مصر يشهد تطورًا كبيرًا في ضوء سياسات الدولة الهادفة إلى تعميق التصنيع المحلي وزيادة القيمة المضافة، وهو ما يتطلب مواءمة مستمرة بين مخرجات التعليم الفني واحتياجات سوق العمل. ولم تعد جودة التعليم تقاس بالمناهج والشهادات فحسب، بل تكمن في قدرة المؤسسات التعليمية على تخريج شباب يمتلكون المهارات التقنية والفكر النقدي وروح المبادرة. وأكّد أن ربط التعليم الفني بمؤسسات الإنتاج يمثل أولوية من خلال برامج التدريب العملي والشراكات مع القطاع الخاص والمناطق الصناعية، وأن المعايير التي أطلقتها هيئة إتقان تشكل إطارًا وطنيًا موحدًا لضمان الجودة ورفع كفاءة الخريجين وتمكينهم من الاندماج في سوق العمل داخل مصر وخارجها.

إطار الاستثمارات والتكامل المؤسسي

وأوضح أن الاستثمار في رأس المال البشري هو الاستثمار الأذكى والأكثر استدامة، وأن المصلحة تعمل بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني وهيئة إتقان. وتهدف هذه الجسور إلى دعم التدريب العملي وتطوير البرامج داخل بيئة العمل الإنتاجية. وأضاف أن المعايير الجديدة ستعزز التواصل المستمر بين التعليم وسوق العمل وتوفر مسارات واضحة للخريجين.

التحديث والاعتماد المؤسسي

أكد أن تطبيق المعايير الجديدة يمثل بداية مرحلة جديدة من التحديث والتكامل بين التعليم والصناعة، لتمكين الشباب من اكتساب المهارات الحديثة وفتح آفاق واسعة للعمل والإبداع والمنافسة. وللمصلحة تاريخ في تطبيق نظم الجودة، حيث حصلت على شهادة الاعتماد الدولي ISO 9001 لنظم إدارة الجودة، كما اعتمد مركز الأميريّة التجريبي ومركز المحلة للصناعات النسيجية وتعمل حاليًا على استكمال اعتماد باقي المراكز التابعة. وختم بأن المؤتمر الذي أطلق وثيقة المعايير جرى تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء وبتنظيم هيئة إتقان. كما أكد أن تطبيق المعايير سيعزز ثقة المستثمرين في خريجي التعليم الفني المصري ويدعم بناء جيل ماهر يمكنه قيادة مسيرة التنمية وتحقيق رؤية مصر 2030.

شاركها.
اترك تعليقاً