أعلنت الدكتورة نوريا سانز مديرة المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة تنظيم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ورشة العمل الوطنية لتصديق إطار كفاءات الذكاء الاصطناعي للمعلمين (AI CFT) بالتعاون مع المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة؛ بهدف إعداد المعلمين وتطويرهم ودعم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم. وتتركز الورشة على وضع المعلمين في صلب التحول الرقمي، ليس كمستخدمين للتكنولوجيا فحسب، بل كقادة ومبتكرين فاعلين في الاستخدام الأخلاقي والمتمحور حول الإنسان للذكاء الاصطناعي في التدريس. وتؤكد اليونسكو أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يبقى متمحورًا حول الإنسان ولا يجوز أن يحل محل المعلمين، بل يمكِّنهم ويعزز القدرات البشرية ويعزز حقوق الإنسان ويشجّع التعلم مدى الحياة للجميع.

الإطار الوطني وتوجيه المعلمين

وأكدت سانز أن وضع اللمسات الأخيرة على الإطار الوطني لكفاءات الذكاء الاصطناعي للمعلمين (AI CFT) في مصر يشكل الأساس لإعداد المعلمين للتفاعل النقدي والإبداعي مع الذكاء الاصطناعي داخل الصفوف الدراسية. وفي إطار مشروع «المدارس المفتوحة المُمكَّنة بالتكنولوجيا للجميع TEOSS»، تم مواءمة الإطار المرجعي لكفاءات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للمعلمين ليعكس التحول الرقمي وأولويات مصر الوطنية. وتُشير المسابقة الوطنية لتميُّز المعلمين في إعداد المحتوى الرقمي إلى أكثر من 600 معلم قدموا نماذج مميزة لتوظيف التكنولوجيا في إثراء العملية التعليمية.

الشراكات والتقدم الوطني

وذكر GEM Report 2024/2025 ريادة مصر في تدريب المعلمين والتحول الرقمي وأدرجها كمثال بارز للتقدم، حيث تلقّى أغلب معلمي المرحلة الابتدائية تدريبًا، وتلقى أكثر من 90٪ منهم تدريبًا في تقييمات القراءة. كما أشادت النتائج بالتعاون القائم بين اليونسكو وشركة هواوي من خلال مشروع المدارس المفتوحة المُمكَّنة بالتكنولوجيا، الذي يدعم التعليم الرقمي عبر مراكز التعلم عن بُعد والدورات الرقمية وبرامج تدريب تكنولوجيا المعلومات للمعلمين في المناطق النائية. وتؤكد هذه المعطيات التزام مصر بالاستثمار في الكفاءات الرقمية وبناء قدرات المعلمين بما يتماشى مع الأولويات الوطنية.

وإلى جانب ذلك، أكّدت سانز أن إطار AI CFT يتوافق تمامًا مع الرؤية الوطنية للتعليم والاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، وهو ما يعكس طموح مصر في توظيف التكنولوجيا لتوفير تعليم شامل عالي الجودة للجميع. كما أشادت بالتقدم المحرز في تحسين بيئات التعلم وتقليل كثافة الطلاب داخل الفصول، إضافة إلى ارتفاع نسب الحضور التي وصلت إلى نحو 87% في الفصول الدراسية، وهو تعبير عن التزام الدولة بالنهوض بالعملية التعليمية. وتبرز هذه التطورات الشراكة القوية بين المؤسسات المعنية والتزام مصر بتنفيذ استراتيجية وطنية تدعم دمج الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي في النظام التعليمي.

شاركها.
اترك تعليقاً