رحّب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالحضور في قمة شرم الشيخ للسلام، معتبرًا أن هذه اللحظة تاريخية فارقة تجمع العالم حول هدف واحد. أشار إلى إعلان الاتفاق على إنهاء الحرب في غزة وبريق الأمل الذي يفتح بابًا لعهد جديد من السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتوفير غد أفضل لشعوب المنطقة. وأكد أن القيادة الشجاعة المحبة للسلام ساهمت في إنهاء الصراع وتحقيق الأمن والتنمية في منطقتنا والعالم.
دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الانضمام إلى قادة العالم الداعين إلى السلام. وأعرب عن تقديره الكبير لقيادته الحكيمة التي طرحت خطتكم لإنهاء الحرب المأساوية التي خسرت الإنسانية الكثير بسببها. وأكد أن هذا المسلك يعكس التزام المجتمع الدولي بإيجاد حل عادل وشامل للنزاع.
دور الشركاء والجهود الدولية
شكر الرئيس السيسي شركاءه في الولايات المتحدة وتركيا وقطر على جهودهم المخلصة، مؤكدًا دعم مصر وتطلعها لتنفيذ الخطة بما يفتح آفاقًا سياسية تتيح تحقيق حل الدولتين كسبيل رئيسي للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي ليعيشان بأمان. وأوضح أن السلام خيار استراتيجي يقوم على العدالة والمساواة في الحقوق. وفي هذا السياق، أكد أهمية استمرار التنسيق مع الشركاء لتنفيذ المسار وتبني خطوات ملموسة.
وخاطب ترامب قائلاً: إن القيادة الحقيقية ليست في شن الحروب، بل في القدرة على وضع حد لها، ونحن واثقون في قيادتكم لتنفيذ الاتفاق الحالي وخطة مرحلية كاملة. وأضاف أن فكرته تؤكد أن هذه الحرب يجب أن تكون آخر الحروب في الشرق الأوسط وأن التزامكم يقود إلى سلام دائم وشامل. وذلك عبر إظهار التزام راسخ بالعمل نحو تنفيذ الخطة وتجاوز الخلافات.
أصول السلام وحقوق الفلسطينيين
أشار إلى أن مصر دشنت مسار السلام في الشرق الأوسط قبل نحو نصف قرن، وتحديدًا في نوفمبر 1977 عندما أقدم الرئيس أنور السادات إلى زيارة القدس، وهو ما أطلق عهدًا جديدًا أتاح للأجيال فرصة للحياة الكريمة. وأضاف أن الأمن لا يتحقق بالقوة العسكرية وحدها بل بأن السلام العادل يعتمد على المساواة في الحقوق. وأكد مع شقيقاتها العرب والإسلاميات أن السلام خيار استراتيجي لا بد أن يقوم على العدالة ويمنح الشعوب فرصة للحياة.
من هذا المنطلق تؤكد الشعوب حقها في دول وطنية مستقلة، ولا يستثنى الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير مصيره وتطلعه إلى مستقبل بلا حرب ودولة مستقلة تعيش بجانب إسرائيل في سلام وأمن وتعاون. وأوضح أن السلام لا يصنعه الحكام وحدهم بل تبنيه الشعوب حين تتأكد أن خصوم الأمس يمكن أن يصبحوا شركاء الغد. وتؤكد مصر مع أشقائها العرب والإسلاميين أن السلام خيار استراتيجي لا بد من البناء عليه.
الآفاق المستقبلية والالتزامات العملية
وجه السيسي نداءً إلى الشعب الإسرائيلي بأن يجعلوا هذه اللحظة بداية جديدة لحياة يسودها العدل والتعايش، وتطلعوا معًا إلى مستقبل أفضل يضمن السلام العادل والدائم للجميع. ودعاهم إلى مد أيديهم للتعاون في بناء السلام الذي يحمي الحقوق ويؤمن الأمن لشعوب المنطقة. كما أشار إلى أن المشاهد التي عمّت فرحًا في غزة وفي الشارع الإسرائيلي وفي العالم تعكس الخيار المشترك للشعوب وهو السلام.
وأكد أن مصر ستعمل مع الولايات المتحدة وبالتنسيق مع الشركاء خلال الأيام القادمة على وضع الأسس المشتركة للمضي قدمًا في إعادة إعمار غزة دون تأخير. وتعتزم القاهرة تنظيم مؤتمر للتعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية يعتمد خطتكم لإنهاء الحرب في غزة، وذلك بهدف توفير سُبل الحياة للفلسطينيين والتمكين من العيش على أرضهم. ثم أكد أن الاتفاق يمهد الطريق لتنفيذ حل الدولتين بشكل يضمن رؤية مشتركة للتعاون والتكامل بين شعوب المنطقة والدول الأعضاء.
وتابع أن هذا المسار يحتاج تثبيت المراحل وتنفيذها بدقة وبالتنسيق مع جميع الشركاء، وأن مصر تنظر إلى مستقبل المنطقة كمساحة آمنة تتكامل فيها الدول وتزهو مدنها بالأمل وتتصدى لجميع أشكال الإرهاب والتطرف. وأشار إلى أن الشرق الأوسط الجديد يمر عبر تعزيز الأمن والاستقرار والتعاون الاقتصادي والأمني لإشاعة حياة كريمة للشعوب.
وفي نهاية كلمته، أعلن أن مصر ستقدم لفخامة الرئيس ترامب قلادة النيل، وهي أرفع أوسمة الدولة المصرية، تكريمًا للخدمات الجليلة التي قدمها للإنسانية. وتؤكد هذه اللفتة التزام مصر بخيار السلام وتعايش الشعوب وتعاونها من أجل مستقبل آمن للجميع.