أرحب بكم جميعاً في قمة شرم الشيخ للسلام، في هذه اللحظة التاريخية الفارقة. أعلننا التوصل إلى اتفاق لانهاء الحرب في غزة وفتح مساراً يتيح عهداً جديداً من السلام والاستقرار بالمنطقة. يمنح هذا الاتفاق شعوب المنطقة أملاً في مستقبل آمن ويتيح فرصة لغد أفضل من الصراعات المتواصلة. نؤكد أن ما جرى يمثل خطوة مهمة في اتجاه الاستقرار الإقليمي وتخفيف المعاناة الإنسانية.

أدعو فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الانضمام إلى قادة العالم الداعين إلى السلام. أعرب عن تقديرنا لقيادتكم الحكيمة وتوجيهاتكم في إطار هذه المسألة الدقيقة. وقد انعكس طرح خطتكم لإنهاء الحرب المأساوية التي أحدثت خسائر كبيرة في الإنسانية.

كما وجهتُ الشكر لشركائنا في الولايات المتحدة وتركيا وقطر على جهودهم الخالصة. وأعادت مصر تأكيد دعمها وروابطها لتطبيق الخطة بما يفتح أفقاً سياسياً ضرورياً لتنفيذ حل الدولتين. هذا الحل يُعد الطريق المقبول لتحقيق الطموح المشروع للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في إنهاء الصراع والعيش بأمان.

أطر السلام وخطة الدولتين

إن تنفيذ الخطة يمثل السبيل الوحيد لتحقيق طموحات الشعبين في إنهاء الصراع. أعلنت مصر أن القيادة الحقيقية لا تكون بإشعال الحرب بل بقدرتها على وضع نهاية لها. نحن واثقون من قدرة شركائنا على تنفيذ الخطة بجميع مراحلها وبناء مستقبل يخلو من العنف. فلتكن هذه اللحظة بداية لصفحة جديدة تساعد على تطبيق حل الدولتين بتسوية عادلة ومقبولة للطرفين.

التجربة المصرية في السلام

دشنت مصر مسار السلام في الشرق الأوسط منذ قرابة نصف قرن، وتحديداً في نوفمبر 1977. بادر الرئيس أنور السادات بخطوات تاريخية إلى القدس في تحول تاريخي غير مسبوق. أطلقت مصر بذلك عهدًا جديداً أعاد الأمل إلى الأجيال وبيّن أن الأمن لا يتحقق بالقوة وحدها.

واليوم تؤكد مصر، مع شقيقتها العربية والإسلامية، أن السلام خيار استراتيجي وأنه لا يقوم إلا على العدالة والمساواة. إذا كان المجتمع الدولي يعترف بحق الشعوب في دول مستقلة فإن للشعب الفلسطيني حق في تقرير مصيره وفي دولة مستقلة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل. نؤمن بأن السلام لا يصنعه الحكومات وحدها بل تبنيه الشعوب حين تقر بأن خصوم الأمس يمكن أن يصبحوا شركاء الغد.

دعوة للجميع إلى التعاون

وخلال هذه المناسبة أوجه ندائي إلى الشعب الإسرائيلي أن يجعل هذه اللحظة بداية لحياة تسودها العدالة والتعايش السلمي. دعونا معاً نتطلع إلى مستقبل أفضل لأبنائنا، ونتعاون في تحقيق السلام العادل والدائم لجميع شعوب المنطقة. إن العمل المشترك يفتح أفقاً جديداً للوحدة والتعاون بين الدول والشعوب.

شاركها.
اترك تعليقاً