أعلن وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف أن الوزارة تعمل على إعداد مصفوفة شاملة من المعايير المتعلقة بالذكاء الاصطناعي تستهدف طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية. وتهدف المصفوفة إلى ضمان التكامل والتدرج في المحتوى التعليمي، حيث بدأ تطبيق مناهج الذكاء الاصطناعي اعتبارًا من العام الدراسي 2025/2026، كخطوة نحو استثمار جيل رقمي مؤهل للمستقبل. جاء ذلك خلال ورشة عمل وطنية بعنوان إطار كفاءات الذكاء الاصطناعي للمعلّمين (AI CFT) نظمتها الوزارة بالتعاون مع المكتب الإقليمي لليونسكو. وأكد الوزير أهمية اللقاء في اليوم العالمي للمعلم، معبرًا عن تقديره لمكانة المعلم في بناء الأمم وتوجيه الأجيال نحو التقدم.
الإطار المقترح للمعلّمين
أوضح الوزير أن الهدف من الإطار ليس مجرد التكيف مع التطورات التقنية بل قيادة التحول وتعزيز الاستثمار في الأدوات الحديثة التي ترفع كفاءة المنظومة التعليمية وتجهز الشباب للمستقبل. كما أشار إلى أن الإطار يركز على تمكين المعلمين من تصميم تجارب تعلم مدعومة بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته بما يخدم الأهداف التعليمية. وأشار إلى أن التطبيق التدريجي له دور في تعزيز تفاعل الطلاب مع التكنولوجيا وتطوير مخرجات تعلم ملموسة. وتُعد هذه الخطوات جزءًا من استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، تبني بنية رقمية مستدامة.
وتضم أربعة محاور أساسية كما قال: محور التركيز على الإنسان كأولوية، ومحور الالتزام بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، ومحور إتقان تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن محور قدرة المعلمين على تصميم أنظمة تدعم الأهداف التعليمية وتقييمها. يبرز المحور الأول أهمية وضع الإنسان في صميم العملية التعليمية لضمان تعلم قائم على قيم التعاون والإبداع. أما المحور الثاني فيتعلق بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي والشفافية والخصوصية والاستخدام المسؤول للتقنيات الحديثة. بينما يركز المحور الثالث على إتقان التقنيات التطبيقية للذكاء الاصطناعي واستخدامها في المحتوى الدراسي والأنشطة الصفية. ويهتم المحور الرابع بقدرة المعلمين على تصميم أنظمة تدعم الأهداف التعليمية وتقييمها بشكل مستمر.
شدد عبد اللطيف على أن التعليم حجر الأساس لتحقيق التنمية المستدامة، وأن التحول الرقمي يعد من المحركات الرئيسية لهذا الهدف. وأشار إلى أن الوزارة تولي اهتمامًا بتوظيف الذكاء الاصطناعي كأداة لدعم التعليم الجيد والشامل للجميع في إطار الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي. وهذا التوجه يعتمد على ربط المناهج الرقمية بالاحتياجات التنموية وبناء قدرات المعلمين والطلاب على حد سواء. وتسعى الوزارة من خلال ذلك إلى تعزيز ثقافة الابتكار واستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول في المدارس.
الشراكة مع اليونسكو
وفي إطار الشراكة مع منظمة اليونسكو، أكد الوزير أن التعاون يشكل نموذجاً لتبادل الخبرات وتطوير القدرات الرقمية لدى المعلمين. وصُمم البرنامج لتعزيز الكفاءات الرقمية وإعداد محتوى تعليمي يتوافق مع متطلبات العصر، كما يشكل ركيزة لبناء ثقافة الابتكار داخل الصفوف. يأتي ذلك منسجماً مع الرؤية الوطنية للذكاء الاصطناعي وتوجيهات المنظمة الدولية لدعم التعليم الشامل والمتاح للجميع.
من جانبه أكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الدكتور عمرو طلعت، أهمية استخدام التكنولوجيا لتطوير العملية التعليمية عبر إدارة المنظومات الرقمية وتقديم محتوى تعليمي مرن للطلاب. وشدد على الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل تجربة التعلم وتسهيل الوصول إلى المعرفة. تبرز هذه الرؤية كإطار عمل يعزز التعاون بين الوزارتين لتحقيق نقلة نوعية في المناهج وخدمات التعليم.
دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في التعليم
علاوة على ذلك، أُطلقت مسابقة Digitopia السنوية لتشجيع الإبداع بين الشباب واستكشاف حلول تكنولوجية مبتكرة في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وتهدف المسابقة إلى تمكين الأجيال الجديدة من تطوير مهاراتهم وتوجيههم نحو فرص مستقبلية في قطاع التكنولوجيا والابتكار. وتعكس المبادرة سعي الوزارة لتوفير بيئة تنافسية محفّزة تدفع الطلاب إلى الابتكار وتطبيق المعرفة عملياً.
شهدت الورشة فعاليات ونقاشات تناولت إطار كفاءات الذكاء الاصطناعي بمشاركة خبراء، وتناول المشاركون سبل دمج هذه التكنولوجيا في النظام التعليمي. وأكد المسؤولون أن هذه الجهود يمكن أن تسهم في تعزيز ثقافة الابتكار والتقدم في جميع المدارس بمصر. وتؤكد الخطوات المتخذة من الآن فصاعداً على تمكين المعلمين والطلاب من مواكبة التطورات التقنية وتحقيق تعليم جيد وشامل.