شهدت ورشة العمل الوطنية للتصديق على إطار كفاءات الذكاء الاصطناعي للمعلمين AI CFT التي تنظِّمها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بالتعاون مع المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة لإعداد المعلمين وتطويرهم واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم. شارك في الفعالية الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والسيد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني. حضر الحدث عدد من الخبراء الوطنيين والإقليميين والدوليين وممثلي الوزارات والجهات الحكومية ومنظمات الأمم المتحدة، إضافة إلى المعلمين وممثلي القطاع الخاص والوسط الأكاديمي والمنظمات غير الحكومية. كما شارك في الكلمات الافتتاحية الدكتورة هدى بركة مستشارة الوزير لتنمية المهارات التكنولوجية والدكتور أحمد ضاهر نائب الوزير والدكتورة هانم أحمد مستشارة التعاون الدولي والأستاذة نادية عبدالله رئيسة الإدارة المركزية لشئون المعلمين وممثلو الجهات المعنية.
أطراف المشاركة وأجواء الفعالية
أوضح المتحدثون أن الورشة تجمع قيادات من وزارتي الاتصالات والتعليم وممثلى الأمم المتحدة والجهات الدولية إضافة إلى المعلمين وطلاب القطاع الخاص والجامعات والمجتمع المدني. كشفت الكلمات الافتتاحية أن الورشة تستهدف تعزيز قدرات المعلمين في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وتطوير المحتوى الرقمي وتطبيقات AI في الصفوف. وأشار الحضور إلى أهمية التعاون بين المؤسسات الحكومية والجهات الدولية في إطار استراتيجي يواكب التحول الرقمي في التعليم. كما تضمن الحضور مشاركة من المنظمات الدولية والوكالات الأممية وممثلي القطاع الخاص والخبراء الوطنيين والإقليميين والدوليين.
دور الذكاء الاصطناعي في التعليم والإنجازات
أكد الدكتور عمرو طلعت أن دور الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في التعليم يقوم على ثلاث محاور رئيسية هي استخدام المنظومات الرقمية لإدارة العملية التعليمية وحوكمتها، وتوفير المحتوى التعليمي في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتمكين المنصات الرقمية التي تقدم محتوى مرن للطلاب. كما هنأ معهد تكنولوجيا المعلومات التابع للوزارة بفوز منصة مهارة-تك بجائزة اليونسكو لعام 2025 بوصفها نموذجًا متقدمًا لتقديم المحتوى التعليمي والتدريبي في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما لفت إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يعيد تشكيل منظومة التعليم عبر تداخله بين الطالب والمعلم والمنظومات الذكية التي تتيح المعرفة بشكل أكثر تكاملاً. وأشار إلى أن التعاون المستمر مع مايكروسوفت وIBM وهواوي وشركات أخرى يتيح تدريب وتعزيز كفاءات الطلاب والمعلمين في هذا المجال، بالإضافة إلى إطلاق مسابقة Digitopia السنوية لدعم الأفكار الابتكارية التي تخدم المجتمع.
أطر التعاون الوطني وأطر العمل
قال وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف إن اللقاء يتزامن مع اليوم العالمي للمعلم ويؤكد تقدير الأمة للمعلمين وبناة القدرات الوطنية. وأوضح أن العالم يتسارع في التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، لذا يجب علينا قيادة التغيير وتوجيهه بما يخدم حاضرنا ومستقبل أبنائنا وإتاحة أدوات حديثة تعزز المنظومة التعليمية. أشار إلى إطار وطني لكفاءات الذكاء الاصطناعي يعزّز الفهم الأخلاقي والتعامل النقدي مع التقنية، ويرتكز على أربعة محاور رئيسية هي الإنسان أولاً وأخلاقيات AI وإتقان تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والقدرة على تصميم أنظمة AI تخدم الأهداف التعليمية. وأكد أن الإطار يهدف إلى تمكين المعلمين من استخدام AI بشكل مسؤول ومبتكر وتوجيه الطلاب نحو الاستخدام الأمثل، مع تعزيز فرص التعليم المتكافئ في المجتمع.
رؤية اليونسكو والشراكات الدولية
قالت الدكتورة نوريا سانز مديرة المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة إن الورشة تضع المعلم في قلب التحول الرقمي كقائد ومبتكر في استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وإنساني. أكدت أن اليونسكو تعتبر أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يبقى في خدمة الإنسان ويرفع قدراته ويحمي حقوقه، مع تعزيز التعلم مدى الحياة للجميع. أشارت إلى أن إطار AI CFT يتسق مع الرؤية الوطنية للتعليم والاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، ويعكس طموح مصر في تفعيل التكنولوجيا لصالح التعليم الشامل والجودة العالية. أشادت سانز بالشراكة مع الوزارة ومشروع TEOSS مع هواوي وبالمسابقة الوطنية للتميز في إعداد المحتوى الرقمي التي استقطبت أكثر من 600 معلم.
وتخللت الورشة حلقة نقاش حول إطار كفاءات AI للمعلمين أدارها ممثل من اليونسكو بمشاركة الدكتورة هدى بركة والدكتور شريف كشك والبروفيسور موتلو كوكوروفا، حيث جرى مناقشة دور الأخلاقيات وتطبيقات AI في الفصول وتطوير مهارات المعلمين في المحتوى الرقمي وتبادل الخبرات. كما شدت الجلسة على أهمية التعاون المستمر بين وزارتي التربية والتعليم والاتصالات ومنظمة اليونسكو لبناء منظومة وطنية متكاملة للتعلم المعتمد على الذكاء الاصطناعي. كما عرضت الورشة مقاطع فيديو توضح الإطار ومبادرات المدارس المفتوحة المدعومة بالتكنولوجيا ومبادرات إعداد المعلمين للمحتوى الرقمي.