تعريف الحروق من الدرجة الثانية

توضح المصادر الصحية أن الحروق من الدرجة الثانية تشكل إصابات جلدية شائعة وتتنوع شدتها بين سطحية بسيطة وحالات تستلزم رعاية طبية عاجلة. وتمتد الإصابة إلى طبقتين من الجلد، وتشمل البشرة والأدمة، مما يسبب ألمًا واضحًا وتغيرًا في مظهر الجلد. وتكون هذه الحروق قابلة للشفاء إذا عُوملت بشكل صحيح وجرى متابعة مراحل التئامها بعناية.

تنتج الحروق من الدرجة الثانية عن تعرّض الجلد لحرارة مرتفعة أو سوائل ساخنة أو بخار أو مواد كيميائية أو احتكاك قوي. وتؤدي إلى تلف خلايا الطبقتين العلوية والوسطى، فتظهر بثور مملوءة بسائل واحمرار وتورم مع ألم يزداد مع مرور الوقت. ويمكن أن تحدث هذه الحروق في ظروف منزلية بسيطة مثل سكب الماء المغلي أو استخدام أدوات التسخين دون احتياطات.

الأسباب والعوامل المحفزة

تنتج الحروق من الدرجة الثانية عندما يتجاوز المصدر الحراري قدرة الجلد على التحمل، فيصيب طبقتي البشرة والأدمة. يمكن أن تحدث نتيجة سكب الماء الساخن أو بخار أو استخدام أدوات التسخين دون احتياطات. كما قد تنشأ من ملامسة مواد كيميائية خطرة أو احتكاك شديد يؤثر في النسيج.

علامات الحروق من الدرجة الثانية

من أبرز علامات الحروق من الدرجة الثانية ظهور بثور شفافة أو مائلة إلى الصفرة تحتوي على سائل يحمي الأنسجة من العدوى. إضافة إلى ذلك، يظهر احمرار وتورم في المنطقة المصابة ومظهر لامع ورطب بسبب تسرب السوائل من الأنسجة التالفة. يشعر المصاب بألم واضح يزداد عند اللمس أو عند تعرض الجلد للهواء.

مراحل الشفاء

المرحلة الالتهابية تبدأ فور الإصابة وترسل فيها الخلايا البيضاء إلى موضع الحرق لمحاربة العدوى وتنظيف المنطقة من الخلايا التالفة. تكون المنطقة متورمة وحارة ومؤلمة وتظهر علامات الالتهاب بوضوح خلال هذه الفترة. تسهم هذه المرحلة في حماية الجرح وتحديد حدود التلف وتسهيل البدء بالنمو لاحقًا.

بعد أيام قليلة تبدأ الخلايا الجديدة بالنمو في الأدمة وتغلق البثور تدريجيًا مع تقشر الجلد القديم. يظهر الجلد في هذه المرحلة ورديًا ورقيقًا وهو جزء من عملية التئام متواصلة. تستمر هذه المرحلة عادةً عدة أيام إلى أسابيع حسب عمق الحرق وحالة المصاب الصحية.

في الأسابيع التالية يزداد سمك الجلد الجديد تدريجيًا وتتحسن قوة النسيج المتكون حديثًا. قد تبقى ندوب بسيطة أو تغيرات طفيفة في اللون لكنها تتحسن مع الوقت والعناية المستمرة. تبلغ مدة الشفاء عادةً من أسبوعين إلى ستة أسابيع بحسب عمق الحرق وحالة المصاب الصحية.

الإجراء الآمن للتعامل

يجب البدء بالإسعافات الأولية فور التعرض للحرق لتقليل الأضرار وتسريع الشفاء. ابْدَأ بتبريد المنطقة المصابة تحت ماء بارٍ جارٍ لمدة 10 إلى 20 دقيقة لتخفيف الحرارة والألم وتجنب وضع الثلج. ثم نظّف الجرح برفق بماء نظيف وصابون لطيف لإزالة الشوائب وجفّف المنطقة بمنشفة نظيفة دون فرك.

تجنب ثقب البثور لأنها تحمي الأنسجة الجديدة من العدوى. ضع طبقة رقيقة من الفازلين أو كريم مضاد حيوي موضعي ثم غط الجرح بضمادة معقمة غير لاصقة. تغيّر الضمادة يوميًا أو عند اتساخها، مع ملاحظة علامات العدوى مثل الصديد أو زيادة الاحمرار. يمكن استخدام مسكنات مثل الباراسيتامول حسب الحاجة.

متى تستدعي مراجعة الطبيب

ينبغي مراجعة الطبيب فورًا في حال كان الحرق يغطي مساحة كبيرة من الجسم أو تجاوز قطره 7 سم. كما يحتاج الحرق الذي يقع في مناطق حساسة مثل الوجه أو اليدين أو القدمين أو الأعضاء التناسلية إلى متابعة طبية فورية. يجب تقييم الحروق من قبل الطبيب أيضًا عند وجود علامات عدوى مثل الحمى أو خروج إفرازات صديد أو رائحة غير طبيعية، أو عند استمرار الألم أو بطء التئام الجرح لأكثر من أسبوعين. كما أن الأطفال الصغار أو المصابين بأمراض مزمنة أو ضعف في المناعة يحتاجون رعاية طبية خاصة.

ما يجب تجنبه أثناء التعافي

لا تستخدم الزيوت أو معجون الأسنان على موضع الحرق. تجنّب تعريض المنطقة المصابة لأشعة الشمس المباشرة حتى يلتئم الجلد تمامًا. لا تُزل القشرة أو الجلد المتقشر بالقوة ولا تربط الجرح بشدة بل استخدم ضمادة خفيفة التهوية.

حماية الجلد بعد الشفاء

بعد التئام الحرق يصبح الجلد الجديد حساسًا لأشعة الشمس والعوامل الخارجية. لذا يُنصح باستخدام واقٍ شمسي وتغطية المنطقة عند الخروج لتجنب تغير اللون أو بقع دائمة. كما أن العناية المستمرة تسهم في تقليل آثار الندوب وتحسين المظهر مع مرور الوقت.

شاركها.
اترك تعليقاً