يستخرج نشا الذرة من حبوب الذرة بعد إزالة القشرة والجنين، ليبقى الجزء الداخلي المعروف بالسويداء الذي يحتوي على النشا النقي. هذا الجزء يُستخدم كمكوّن أساسي في المطبخ كعامل تكثيف للصلصات والحساء والحلويات. كما يساهم النشاء في منح المخبوزات قوامًا هشًا ومقرمشًا في بعض الوصفات.
رغم انتشاره في المطبخ، لا يمثل نشا الذرة غذاءً متكاملًا؛ فهو يفتقر إلى الألياف والبروتين والفيتامينات المعتادة في الحبوب الكاملة. في كوب واحد من النشاء تتوفر نحو 480 سعرة حرارية وأكثر من 100 جرام من الكربوهيدرات، بينما تكون البروتينات والدهون والفيتامينات قليلة إلى معدومة. لذا يعد مصدر طاقة سريع ولكنه لا يوفر توازنًا غذائيًا كافيًا، وينصح بتناوله باعتدال وتجنب الإفراط.
كيف يُنتَج النشاء
تتركز عملية إنتاج النشاء في ثلاث طبقات للحبة هي النخالة التي تحتوي على الألياف والجنين الذي يحوي الدهون والمعادن والسويداء الداخلي الذي يستخلص منه النشا. بعد النقع والطحن، يفصل النشا عن المكونات الأخرى، ثم يجفف ويعبأ كبودرة نقية للاستخدام المنزلي أو الصناعي. تُعرف هذه الخطوة بطحن رطب، وهي السبب في أن النشاء من المنتجات عالية المعالجة.
من الناحية الغذائية يتركز النشا بشكل أساسي على الكربوهيدرات، ويفتقر إلى المغذيات الدقيقة مقارنة بالحبوب الكاملة. وتؤكد الملاحظات المتداولة أن هذه العملية تتيح الحصول على مسحوق جاهز للاستخدام، لكنها تجعله خيارًا سريعًا للطاقة وليس غذاءً متكاملًا. لذا يكون التنويع في النظام الغذائي ضرورياً لتلبية الألياف والبروتين والفيتامينات من مصادر أخرى.
النشا المعدل
طور العلماء أنواعًا معدلة من النشاء بهدف تحسين خصائصه الهضمية والفسيولوجية. من أبرزها النشاء عالي الأميلوز، الذي يحتوي على نسبة أعلى من الأميلوز مما يجعله أكثر مقاومة للهضم ويسهم في تحسين التحكم بسكر الدم وصحة الأمعاء. وتبين أن هذا الشكل المعدل قد يساهم في استقرار استجابة الأنسولين لدى بعض الأشخاص، مع ضرورة استشارة الطبيب قبل إدخاله إلى النظام الغذائي.
الاستخدامات الموضعية
بخلاف الاستخدام الغذائي، يلعب النشاء دورًا في العناية بالبشرة بفضل قدرته على امتصاص الرطوبة وتخفيف التهيج. يضاف أحيانًا إلى بودرة الأطفال والمستحضرات الطبية لتحقيق فوائد موضعية. وتشير مصادر صحية إلى أن وضع طبقة خفيفة من النشاء على القدمين بعد الغسل قد يساعد في تقليل الالتهابات الفطرية، خاصة عند مرضى السكري، كما يخفف الحكة الناتجة عن بعض الحالات.