تعلن هيئة الصحة عن أبرز الأسباب الرئيسية وراء الجلطات والنوبات القلبية وتؤكد أهمية الوعي بها كخطوة أساسية للوقاية من مضاعفاتها. وتبين أن هناك عوامل وعادات يومية ترتفع معها احتمالية الإصابة، تتفاعل مع بعضها وتفاقم الخطر عند وجود تاريخ عائلي أو أمراض أخرى. فيما يلي عرض موجز ومترابط لكل سبب رئيسي مع الإشارة إلى آليات وخيارات الوقاية المتاحة.
ارتفاع ضغط الدم
يعد ارتفاع ضغط الدم من أكثر العوامل المسببة للأزمات القلبية، إذ يؤدي إلى تلف جدران الأوعية الدموية تدريجيًا ما يزيد خطر الانسداد أو التمزق. وهذا يرفع احتمال تكون جلطة أو سكتة دماغية نتيجة لوضع الأوعية وتغير ضغط الدم. تتحقق الوقاية بتطبيق نمط حياة صحي ومراقبة منتظمة لضغط الدم والالتزام بالعلاج عند الحاجة.
ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية
تراكم الدهون في الشرايين يؤدي إلى تصلب الشرايين وهو السبب المباشر في انسداد الأوعية المغذية للقلب والدماغ. يساهم التصلب في فقدان مرونة الشرايين وتكوين اللويحات التي تعيق جريان الدم وتزيد مخاطر النوبات القلبية. الوقاية تتمثل في اتباع حمية صحية تقلل من الدهون المشبعة والكوليسترول، إضافة إلى النشاط البدني المستمر ومراقبة مستويات الدهون في الدم.
التدخين
يدخل دخان السجائر إلى الجسم مع مواد سامة تسبب التهابات مزمنة في جدران الأوعية وتزيد لزوجة الدم، مما يعزز احتمالية تكوّن الجلطات. كما يسهم التدخين في رفع ضغط الدم وتلف الشرايين بمرور الوقت. لذا ينصح بالإقلاع عن التدخين وتجنب التعرض للدخان السلبي كوسيلة فعالة للوقاية.
داء السكري
ارتفاع السكر في الدم لفترات طويلة يضر بطانة الشرايين ويجعلها أكثر عرضة للانسداد، خصوصاً عند عدم الالتزام بالعلاج. يسرّع السكري تطور أمراض الأوعية الدموية ويزيد من مخاطر الجلطات القلبية والدماغية. تتحقق الوقاية من خلال ضبط سكر الدم والمتابعة المستمرة مع الطبيب وتعديل النظام الغذائي ونشاط بدني منتظم.
السمنة وزيادة الوزن
السمنة تدفع إلى ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول وتزيد من مقاومة الأنسولين، ما يعزز احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية. كما ترفع السمنة من المخاطر المصاحبة لأمراض الأوعية الدموية وتفاقم مشاكل التمثيل الغذائي. يمكن تقليل الخطر بالوصول إلى وزن صحي من خلال توازن غذائي وممارسة نشاط بدني منتظم وتجنب الوجبات الدهنية.
قلة النشاط البدني
الخمول وقلة الحركة يضعفان الدورة الدموية ويؤديان إلى تراكم الدهون في الشرايين، كما يساهمان في زيادة مخاطر السمنة. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية بنحو يصل إلى 30% وفقًا للدراسات. تهيمن النصائح العملية على جانب الوقاية من خلال وضع خطة نشاط منتظمة وتوازن غذائي يساعدان في تعزيز اللياقة والوقاية القلبية.
العوامل الوراثية والتاريخ العائلي
وجود أحد الأقارب من الدرجة الأولى مصاب بمرض قلبي يزيد من احتمالية الإصابة، خصوصًا إذا اقترن بعادات غير صحية. تُضاعف العوامل الوراثية المخاطر عندما تتزامن مع نمط حياة غير صحي وتاريخ عائلي من الأمراض القلبية. يمكن تقليل التهديد عبر الوقاية المبكرة والمتابعة مع الطبيب واتباع نمط حياة صحي.
اضطراب نظم القلب (الرجفان الأذيني)
الرجفان الأذيني قد يؤدي إلى تكون جلطات داخل الأذينين يمكن أن تنتقل إلى الدماغ وتسبب سكتة مفاجئة. يرفع الرجفان الأذيني خطر تكون جلطات ويستدعي متابعة طبية دقيقة واستخدام أدوية مضادّة للتخثر حين يقرر الطبيب ذلك. الوقاية تتطلب فحصًا منتظمًا للقلب واعتبارات علاجية مناسبة لتقليل احتمال الإصابة بالجلطات.
التلوث والتدخين السلبي
أظهر التحليل أن تلوث الهواء وخاصة الجسيمات الدقيقة يرفع مخاطر الجلطات والنوبات حتى بين غير المدخنين. يساهم التعرض المستمر للملوثات في تهيج الأوعية وتفاقم الالتهاب وتغير وظائف الأوعية الدموية. يمكن تقليل الخطر بتقليل التعرض للتلوث والالتزام بمسافات هوائية صحية وعيش أسري بعيدًا عن الدخان.
تمزقات الشرايين التاجية (SCAD)
تمزق الشرايين التاجية يعتبر سببًا نادرًا للنوبات القلبية، ويصيب خصوصًا النساء الشابات اللاتي لا يعانين من عوامل الخطر التقليدية. يحدث تمزق تلقائي في جدار الشريان يؤدي إلى نقص تروية القلب وحدوث الأذى القلبي. تعكس هذه الحالة أهمية الانتباه للمؤشرات والبحث الطبي عند ظهور ألم صدري غير مفسر.
نصائح للوقاية
يؤكد الأطباء ضرورة الحفاظ على ضغط الدم ضمن معدلاته الطبيعية، واعتماد نظام غذائي غني بالألياف وتناول الخضار والفواكه وتجنب الدهون المشبعة. كما يوصون بممارسة الرياضة بانتظام والإقلاع عن التدخين والمتابعة الدورية مع الطبيب، خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي بأمراض القلب. يضمن الالتزام بقيادة الحياة الصحية انخفاض مخاطر الجلطات والنوبات إلى مستويات آمنة وتوفير حماية مستمرة للقلب والشرايين.