اجتمع قادة العالم في أرض السلام بجنوب سيناء للمشاركة في قمة شرم الشيخ للسلام. شارك في القمة الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب إلى جانب عدد من زعماء الدول العربية والإسلامية والأوروبية. وأعلن قادة الولايات المتحدة وبالتعاون مع الوسطاء مصر وقطر وتركيا توقيع وثيقة اتفاق غزة، معلنين انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع وبداية صفحة جديدة من الأمن والاستقرار في المنطقة.
تتضمن الوثيقة تعهدات دولية تؤكد أن القادم في الإقليم سيكون آمناً ومستقراً، وتفتح صفحة جديدة لإعادة إعمار قطاع غزة تحت رعاية وضمان دوليين. كما يعرض قادة العالم وجهات نظرهم ضمن إطار خطة ترامب للسلام، المكوّنة من عشرين نقطة، كمرتكز للمسار الجديد. وتؤكد مصر أنها ستواصل دورها القيادي في دعم وقف الحرب وبناء السلام، مع الالتزام بتعزيز العلاقات مع جميع الأطراف.
الدور المصري في قيادة المفاوضات
قال السفير محمد العرابي إن حضور القمة يعكس تقدير المجتمع الدولي للدور المحوري الذي قامت به مصر بقيادة الرئيس السيسي منذ اندلاع الحرب وحتى الوصول إلى الاتفاق حول خطة ترامب للسلام. وأوضح أن مصر أدارت المفاوضات من موقع القيادة، مستندة إلى خبرتها الطويلة في إدارة الأزمات والتفاوض مع إسرائيل والفصائل، إضافة إلى شبكة علاقاتها المتوازنة مع جميع الأطراف وتتمتع بمصداقية عالية تحظى باحترام الجميع كوسيط سلام. وأكد أن مصر أثبتت قدرتها على قيادة الحوار ودفع العالم نحو إنهاء معاناة الفلسطينيين.
وأشار إلى أن القاهرة ارتبطت بقيادة الحوار ووقف الحرب، وهو ما يبرز مكانتها الإقليمية والدولية، وأن مصر تواصل جهودها لإقناع العالم بأن السلام الحقيقي لا يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة. كما لفت إلى أن مؤتمر القاهرة للسلام في أكتوبر 2023 كان محطة بارزة في الدفع نحو هذا المسار، وأن مؤتمر شرم الشيخ للسلام اليوم يمثل تغيراً في الخطاب الدولي لصالح فلسطين.
إسهامات أخرى ومكانة مصر
وشرح السفير عمرو رمضان أن القمة عقدت برئاسة مشتركة بين الرئيس السيسي والرئيس ترامب، ما يعزز ثقل مصر كطرف حاسم في الشرق الأوسط والولايات المتحدة كقوة مؤثرة في الملف الإسرائيلي. وأوضح أن مشاركة القادة العرب إلى جانب قادة غربيين وزعماء دول إسلامية مثل تركيا وإندونيسيا وباكستان تعزز الالتزام بتنفيذ الخطة وإلزام إسرائيل ببنودها. وأضاف أن عرض القادة وجهات نظرهم حول الخطة المكوّنة من عشرين نقطة يعكس توافقاً دولياً غير مسبوق ورغبة صادقة في إنهاء الحرب وتحقيق سلام شامل.
التأثير الدولي والصدمة من الحرب
وأضاف أن التجمع الدولي غير المسبوق يعكس سخط العالم من الحرب على غزة وتداعياتها، وهو ما رحّب بالجهود المصرية التي أدت إلى هذا الاتفاق التاريخي. وأشار إلى أن مصر واصلت جهودها مع مختلف الأطراف حتى وصل الأمر إلى هذه النتيجة، وهي ثمرة رؤية استراتيجية واضحة لوقف القتال وبناء السلام. وأكد أن مصر تظل رمانة الميزان في المنطقة وتحظى بثقة العالم لأنها تسعى إلى الخير والسلام للجميع.
خلاصة وإسهام مصر
كذلك أكد السفير ياسر عثمان أن قمة شرم الشيخ جاءت تتويجاً لجهود مصرية وإقليمية ودولية استمرت عامين لوقف الحرب على غزة وإنقاذ الشعب الفلسطيني، وأن الاتفاق يحظى بغطاء دولي يضمن التزام الأطراف كافة. وأشار إلى أن مكان انعقاد القمة وحجم الحضور يعكسان مكانة مصر ودورها القيادي، كما يعكسان اعتراف المجتمع الدولي بجهود القاهرة للوصول إلى لحظة تاريخية في تاريخ الشرق الأوسط. وهذا الإنجاز يعكس تفاني الدولة المصرية والتزامها بالقضية الفلسطينية وشعبها.