تشير المصادر الطبية إلى أن الحليب مشروب غني بالعناصر الغذائية ويُعرف بقدرته على تهدئة المعدة والهضم، خاصةً عند تناوله مع الوجبات أو المكملات. ورغم احتوائه على الكالسيوم والبروتين والدهون، قد يعيق الحليب امتصاص بعض المكملات ويقلل فاعليتها. وتؤكد دراسات متعددة أن هذه العادة قد تُؤثر سلباً على فاعلية بعض المركبات الغذائية. لذا يجب التمييز بين فوائد الحليب وتوقيت تناوله مع المكملات للحفاظ على الفاعلية الصحية للمكملات.
المكملات التي تتأثر بالحليب
يؤثر الحليب في امتصاص الحديد، حيث يتحد الكالسيوم وبروتينات الحليب مع الحديد فتصعب عملية امتصاصه. وتُشير الأدلـة إلى أن امتصاص الحديد يمكن أن ينخفض بحوالي 50% عند وجود الحليب مع الحديد مقارنة بتناوله وحده. لذا يُنصح بتناول الحديد مع الماء أو العصير الغني بفيتامين سي وتجنب الحليب، ويفضل أن يكون ذلك على معدة فارغة. إن اتباع هذه النصائح يساعد في تعزيز الفاعلية وامتصاص الحديد بشكل أفضل.
يتداخل الكالسيوم واليود في الحليب مع امتصاص دواء الغدة الدرقية، مما يخفض فاعليته ويؤدي إلى تقلبات في مستويات الهرمونات. وتوصي الإرشادات بأن يتناول الدواء مع الماء فقط قبل 30 إلى 60 دقيقة على الأقل من تناول منتجات الألبان أو الإفطار. كما يجدر الالتزام بفاصل زمني بين الحليب والدواء لتجنب التداخل. بذلك يحافظ المريض على فاعلية العلاج والاستقرار الهرموني.
تثار مخاطر عند تناول المضادات الحيوية مثل التتراسيكلين والسيبروفلوكساسين مع الحليب، إذ يرتبط الكالسيوم بمكوّنات الدواء مكوّناً مركبات لا يمتصها الجسم. لذلك يجب أن يفصل بين أخذ المضاد الحيوي ومنتجات الألبان بفاصل لا يقل عن ساعة بينهما. يمكن استبدال الحليب بم الماء أو مشروبات غير الألبان خلال هذا الفاصل لضمان استمرار الامتصاص. الالتزام بهذا التباعد يعزز فاعلية الدواء ويقلل احتمال انخفاض امتصاصه.
يتنافس الزنك والكالسيوم على الامتصاص في الأمعاء، فالتناول مع الحليب يقلل كمية الزنك التي يمتصها الجسم. إذا كان الهدف من المكمل الزنك لتعزيز المناعة أو صحة البشرة أو علاج نقص الزنك، فينصح بتناوله مع وجبة لا تحتوي على منتجات الألبان. يُفضل اختيار وجبة خالية من منتجات الألبان لتفادي التداخل وتحقيق أفضل امتصاص. استشر الطبيب أو التوجيهات الطبية لضمان الجرعة المناسبة وتوقيت العلاج.
على الرغم من أن المغنيسيوم والكالسيوم عنصران أساسيان، إلا أن تناولهما مع الحليب يقلل من امتصاص المغنيسيوم. من الضروري تناول المغنيسيوم مع الماء قبل النوم وتجنب منتجات الألبان في تلك الفترة، خاصةً إذا كان الغرض من المكمل دعم النوم أو استعادة العضلات أو تخفيف أعراض ما قبل الحيض. الالتزام بتوقيت مناسب يحسن الاستفادة من المغنيسيوم ويقلل من التداخل مع الحليب.
لماذا يسبب الكالسيوم المشكلة
يُعزى السبب إلى احتمال التصاق الكالسيوم بالمعادن والأدوية الموجودة في المكملات، مما يكوّن مركبات لا تذوب في الجسم وتمنع الامتصاص. كما تُسهم بروتينات الحليب والدهون في إبطاء الهضم، ما يزيد من صعوبة وصول العناصر الغذائية إلى الدم. هذه العوامل مجتمعة تفسر لماذا يمثل الكالسيوم عائقاً أمام امتصاص بعض المكملات عند وجوده مع الحليب.
توقيت تناول المكملات بشكل صحيح
لضمان امتصاص فعال للمكملات، لا تتناول الحليب أو منتجات الألبان لمدة ساعة إلى ساعتين قبل وبعد أخذ المكملات الحساسة. بدلاً من ذلك، استبدل الحليب بالماء أو مشروبات تحتوي على فيتامين سي لتحقيق أفضل امتصاص. إذا كنت تتناول الحديد أو الزنك أو المغنيسيوم، فاحرص على أن تكون بعض هذه المكملات على معدة فارغة وفقاً للإرشادات، بينما يؤخذ دواء الغدة الدرقية مع الماء فقط قبل 30 إلى 60 دقيقة من منتجات الألبان. يساعد الالتزام بتوقيت مناسب في الحفاظ على فاعلية المكملات وتجنب التداخل مع الحليب.