أبرزت الصحف العربية والخليجية أن قمة شرم الشيخ للسلام فتحت مساراً جديداً لترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بالتزامن مع توقيع وثيقة سلام شاملة تجمع مصر وأمريكا وقطر وتركيا وتتعلق بوقف إطلاق النار في غزة، وإتمام صفقة تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، ما أنهى عامين من الحرب على القطاع. وقد وصفَت التغطيات هذه الخطوات بأنها خطوة تاريخية نحو وضع سياسي جديد للقضية الفلسطينية وتأكيد دور الدول العربية والإسلامية في الدفع نحو السلام. كما أشارت إلى أن الأبعاد الإقليمية تتوازى مع مسار تفاوضي مستمر يعيد تشكيل حدود الواقع السياسي في المنطقة. وتتجه التوقعات نحو تعزيز استقرار إقليمي وتخفيف معاناة السكان في غزة عبر مسار سياسي يحافظ على مصالح الأطراف المشاركة.

أبعاد القمة

أوضحت المصادر أن الوثيقة الشاملة بشأن غزة أُنجزت خلال القمة وتحدد الإطار الذي يرسم قواعد ومرجعيات للهدنة وتسهيل تبادل الأسرى، مع البناء على مسار سلام مستدام للقضية الفلسطينية. وتؤكد التغطيات أن العرب شاركوا كشركاء في هذا المسار، وأن جهوداً بقيادة مصر والولايات المتحدة وقطر وتركيا أشرفت على الوصول إلى هذه النقطة. كما أشار ترامب في خطابه إلى أن ما توصلت إليه الأطراف يمثل فجر تاريخي للشرق الأوسط وأن السلام ليس نهاية الحرب بل بداية فصل سياسي جديد. وتتجه التوقعات نحو أن هذه الخطوات تعزز الاستقرار الإقليمي وتفتح باباً لتسوية تاريخية للقضية الفلسطينية.

قراءات الصحف الخليجية والعمانية

كتبت الصحف الإماراتية أن القمة تمثل خطوة مهمة نحو إنهاء الحرب في غزة وتحقيق السلام المستدام في المنطقة، مع الإشارة إلى أعداد الضحايا وتكاليف إعادة الإعمار التي تتزايد يوماً بعد يوم. وأكدت أن السلام الحقيقي لا يتحقق بإعلانات فارغة بل يتطلب تنازلات ومسؤولية جماعية وتغييرات في السياسات التعليمية والإعلامية والدينية لتأسيس ثقافة قبول الآخر. وأشارت صحيفة الرؤية العمانية إلى أن مشاركة السلطنة تعكس حرصها على الحوار والوسائل السلمية وتدعم جهود ترسيخ الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي. كما أثْنت على دور قطر بقيادة الأمير تميم بن حمد آل ثاني في الوساطة وتقديم مبادرات لإيصال المساعدات ووقف إطلاق النار، مع الإشادة بالجهود التي قادها الأمير نفسه.

دور قطر والعمان في الوساطة

وتناولت تقارير الخليج أن قطر ظلّت وسيطاً نزيها على مدى عامين من الحرب في غزة وتعاونت مع مصر والولايات المتحدة وتركيا حتى إعلان وقف الحرب ورفع المعاناة عن أهل غزة. ركّزت الصحف على أن الدوحة قدمت مبادرات متتالية لإخراج الجرحى وإيصال المساعدات وأنها لم تسع إلى دور استعراضي بل إلى مسؤولية أخلاقية تقضي بأن تكون الحياة للإنسان أسمى من الحسابات. وستظل الدبلوماسية القطرية بقيادة الأمير تميم مثالاً يُدرَّس في مبادئ الوساطة والحكمة والصبر، وتؤكد أن القوة الحقيقية هي في إنقاذ الأرواح لا في إطفاء الأنوار.

شاركها.
اترك تعليقاً