زار الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المحطة الكبرى للربط الكهربائي المصري السعودي في مدينة بدر، في جولة ميدانية تفقد خلالها مراحل الاختبار والتشغيل التجريبي. رافقه في الزيارة المهندس محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية القائم بمهام وزيرة البيئة والدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة والمهندستان صباح مشالي نائب الوزير والمهندسة منى رزق رئيسة الشركة المصرية لنقل الكهرباء وعدد من مسؤولي الوزارة وتحالف الشركات المنفذة. وأكدت الزيارة أن المحطة تمثل خطوة نوعية في مشروع الربط بين البلدين وتعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط من حيث الحجم والتكنولوجيا والتشغيل على خطوط الربط مع الشبكات الكهربائية. وتؤكد المخرجات الأولية أن المحطة ستساهم في تعزيز استقرار الشبكة القومية وتحسين جودة التغذية وتوفير قدرات توليد إضافية خلال فترات ذروة الطلب.

أهداف الربط وأهميته الإقليمية

أوضح المهندس محمود عصمت أن مشروع الربط يهدف إلى إنشاء جسر من الطاقة يربط البلدين بما يسهم في تكامل الشبكات وتبادل الكهرباء بكفاءة ومرونة. يأتي ذلك تمهيداً لإقامة سوق عربي للكهرباء وتوفير حلول مستدامة لاستقرار الشبكة الوطنية. يركّز المشروع على رفع كفاءة منظومة الطاقة وتوسيع الاعتماد على الطاقات المتجددة وخفض استهلاك الوقود وتكاليف التشغيل.

تفاصيل البنية والتشغيل المتوقع

يشتمل المشروع على ثلاث محطات محولات ضخمة بجهد عالٍ؛ الأولى في شرق المدينة بالسعودية، والثانية في تبوك، والثالثة في مدينة بدر شرق القاهرة. وستربط المحطات خطوط هوائية طولها نحو 1350 كيلومتراً إضافاً إلى كابلات بحرية وأرضية. وتبلغ قدرة الربط الإجمالية نحو 3000 ميغاوات، وتوضع المحطات ضمن بنية ربط شبكات الدولتين بنواة تربط قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا. ويُستهدف من المشروع تعزيز تبادل الطاقة وتوفير القدرة اللازمة خلال فترات الذروة مع تقليل الاعتماد على الوقود.

وخلال الجولة التفقدية زار الدكتور مدبولي ومرافقوه أقسام المحطة ومركز التحكم والتشغيل وتابع مراحل الاختبار للمعدات والمهمات المختلفة والربط على الشبكة الكهربائية الموحدة تمهيداً لبدء التشغيل. كما اطلع على إجراءات الاختبار الشامل للوحات التحكم ونظام الكابلات البحرية والأرضية وأعمال الكابلات المتوسطة والمنخفضة وتغذيتها، إضافة إلى أعمال الألياف البصرية وشبكة الصرف والمياه. وأكدت الزيارة التزاماً دقيقاً بالجداول الفنية لضمان جاهزية الربط قبل نهاية العام الجاري. كما جرى الترتيب لاستكمال أعمال الكابلات واللوحات والتجهيزات الخاصة بنهايات الكابلات واختبارات شبكات الصرف والمنظومات المساندة الأخرى.

التوجيهات والتطورات المقررة

عقب التفقد عقد الدكتور مدبولي اجتماعاً بمشاركة الوزراء والمسؤولين وممثلي تحالف الشركات المنفذة والاستشاريين؛ وقدموا عرضاً عن المسار المصري ومعدلات التنفيذ ومخطط البنية التحتية ومسارات الخطوط الهوائية والكابلات البحرية، إضافة إلى الجدول الزمني ومواعيد التشغيل النهائي. أشاد رئيس الوزراء بالجهود المبذولة ووجه بسرعة الانتهاء من المرحلة الثانية ليكون المشروع بمرحلتيه جاهزاً للتشغيل بحلول أبريل 2026. كما شدد على أهمية تصوير المشروع بشكل احترافي لإبراز حجم الجهد المبذول والإمكانات المتاحة.

من جانبهم، تقدم تحالف الشركات المنفذة بالشكر الوافر على المتابعة المستمرة وتذليل التحديات وتنسيق الجهات المعنية، وأشاروا إلى أنهم سجلوا نحو 11.6 مليون ساعة عمل حتى الآن في هذا المشروع الواعد. كما أشادوا بكفاءة العمال المصريين الذين تم الاعتماد عليهم في التنفيذ، وتطرقوا إلى ضرورة إنشاء مدارس لتعليم الشباب المهارات الفنية المرتبطة بمثل هذه المشروعات مع إمكانية تصدير العمالة لتنفيذ مشروعات مماثلة في دول أخرى. وتؤكد الجهات المعنية أن المشروع يُمثل عموداً فقرياً في تعزيز التكامل العربي في قطاع الطاقة ودعم استقرار الشبكات وتوفير الطاقة خلال فترات الطلب القصوى.

شاركها.
اترك تعليقاً